مابخبي عليكم انو لما كنت غيب عن هالمكان شهور ما كان في حدا يسألني "وين وليش هالغيبة"، بس مبارح فاجأتني بسؤالها "ليش ما عمتكتب؟"، مابتذكر شو جاوبت، لكن بتذكر اني حسيت بحسرة على هالمكان اللي بيغب عنو كتير احيان، بغيب لكن مابقدر ما ارجعلو ، مافيني أبعد عن الكتابة مهما طالت الفترة، بلحظة برجع للكتابة، برجع للقلم والدفتر، هيك هي علاقتي بالكتابة متل علاقة صديقين من زمان بس مابيقدرو يعيشو بدون ما يناكدو بعض، اويمكن كلمة يستفزو بعضهم هي الكلمة اللي بتوصف علاقتي بالكتابة، أحياناً الكتابة عندي فعل ناتج عن حالة استفزازية ما، مابتمر هالحالة بدون مايكون في ناتج من الكلمات اللي بتنكتب على الورق، وأحيانا بتكون الكلمات ناتج عن فيض من المشاعر اللي مابيكون في مهرب من تدوينها على الورق، مشاعر متل سفينة بعرض البحر لكن مافي مسار محدد إلها وما بتكون عمتدور على مرسى، مشاعربتشبه متعة الابحار في عرض البحر بدون هدف، الكتابة عندي فعل مرتبط بالحياة ومابيكون في كتابة لو مافي حياة، ومع كل لحظة بتمر بهالحياة ممكن يكون في فكرة لازم تتدون، لكن شو اللي بيبعدني عن هالمكان، مافي سبب واحد ولا في اسباب كتيرة، الكتابة متل الافكار بتوقف لما مابيعود بينفع الحكي، ولا بيعود بينفع التفكير، فليش لحتى يكون في كتابة، ليش ممكن يوقف الحكي وتوقف الكتابة معو،بسبب اشيا كتيرة بالحياة، لكن مافي شي متل الظلم بيقدر يسكت صوت العقل وصوت القلم، لا تسألوني عن أي ظلم عم احكي، اطلعو حواليكم وشوفو شو عميصير، او شو ماعميصير، وبعدها بتعرفو شو هوي الظلم؟؟ ..
الظلم؟ لما فجأة بيسكت الكلام، ومابيبقى في غير شوية حكي ، وشوية بكي، الظلم متل لما بتمشي على الجمر، أو شي متل الملح على الجرح ؟ الظلم لما الصدى مابيرجع لما بتصرخ بأعلى صوتك بهالمدى.. عندها شو بينفع الكلام، شو بيفيد الحكي، لمين بدك تشتكي ولمين بدك تكتب.
ما حدا يفكر اني متشائم، لا ، ابداً، القضية مو قضية تفائل او تشائم، الموضوع كلو مرتبط بمزاجية خاصة بالكتابة، شي مالو تعريف دقيق، لكن موجود، بتذكر من فترة لما كنت عمتابع قضية اتهام رئيس اتحاد الكتاب العرب لسعدالله ونوس بأنو مو كاتب مسرحي، وانو كان يسرق اعمالو من مسرحيات أبو خليل القباني، ماكان الموضوع بحد ذاتو يهمني فشخصية سعدالله ونوس عندي اكبر من انو فوت بهيك حديث فاضي، لكن اللي لفت انتباهي فعلا هو جزء من حياة سعدالله ونوس توقف فيه عن الكتابة لفترة طويلة، دامت فترة الثمانينات من القرن الماضي، ومابعرف لو كان اصابتو بالسرطان كانت سبب لعودتو لعالم الكتابة، وكتب بعدها اروع انتاجاتو، يمكن سعدالله ونوس ماتوقف عن الكتابة لكن كان عميختزن الاشيا بجواتو، وبلحظة معينة كان جاهز ليكتب كل شي اختزنو لفترة طويلة، يمكن فعل الكتابة هوي صورة لحياة مختزنة بداخل الانسان،