Monday, August 31, 2009

نفس الديباجة

لا أذكر اخر مرة دونت فيها افكاري قبل ان اضعها على الورق واراجعها قبل ان تصل إلى النسخة التي يمكن نشرها فالاخطاء الاملائية هي اكثر مايصيب ما اكتبه بغير قصد فلست من معجبي اللغة العربية واحرفها ولكن المشكلة الاكبر في ما اكتبه هي الافكار المتهاوية التي تنهال من مكان لا اعرفه من الذاكرة واستغرب كثيرا من تلك الافكار بعد ان اعيد قرائة ما كتبته وفي معظم الاحوال يكون مصيرها المحي والإلغاء لسبب لا ادركه، مع اني احياناً أحاول ان اعيد تصحيح الاخطاء الاملائية في ما اكتب واحيانا اشعر من الملل من تلك العملية، متسائلا كم تشكل تلك الاخطاء عائقا في ايصال الفكرة إلى من يقرأ، ربما تكون القضية قضية اشكالية ولكنها بالنهاية لاتمنعني من الكتابة بكل مافي كتابتي من اخطاء املائية،
هذا يذكرني بماقرأته البارحة وهو لم يكن اشكالياً بقدر ماكان مضحكا وهو لقاء مع الدكتور صابر فلحوط وهو يتحدث عن قدسية اللغة العربية
" فعندما سأله السيد البيك بالسؤال قائلاً :
هناك محاولات تدعوا إلى إضافة بعض الحروف إلى اللغة العربية مثل
( V, P, G)
كيف تنظرون لهذا الموضوع؟؟ .

فقال الدكتور فلحوط بثقة كبيرة :
أتصور أن مثل هذا السؤال الأكاديمي يجب توجيهه لمجامع اللغة العربية في الوطن العربي لما تحمله اللغة العربية من صفة القداسة كونها لغة القرآن الكريم، والإضافة على حروفها تحتاج لجهات متخصصة، مع العلم أن تلك المجامع تناقش هذا الأمر ولم تتخذ رأياً قاطعاً بهذا الموضوع، لأن من يصدر موافقة على مثل هكذا أمر عليه تحمل النتائج والمسؤولية.،
و أضاف الدكتور فلحوط واثقاًً :
بتصوري الشخصي ونتيجة معرفتي من خلال دراستي للغة العربية فهي قادرة أن تستوعب كل شيء وتبتلع كل شيء وتهضمه و تحوله إلى ما ينعكس إيجابياً وينعكس فوائد على هذه اللغة وتراث وحاضر هذه اللغة ومستقبلها الذي يجب أن يكون مزدهراً، وأنا واثق أن هذه اللغة ستجد من رحابتها ما يمكنها من استيعاب القادم الجديد .
"
هممممممم،
طيب، بعد كل هالكلام ليش بدء جيل كامل ناشئ في الوطن العربي يكتب بلغة التشات المعروفة على الأنترنيت، واستبدل حرف الطاء برقم 6 حرف العين برقم 3 وحرف الخاء برقم 5 واحرف اخرى بأرقام لايفهمها سوى اهل الانترنيت والتشات، ونسيت ان أقول ان لغة التشات قد استبدلت كتابة كل الاحرف العربية بالأحرف اللاتينية،
نعود للدكتور صابر فلحوط ونقول له، اصح يادكتور عن اية لغة وقدسية وعن اي مجمعات لغوية تتحدث، اللغة اصبحت شربة مية على رأي المصريين

وسلام

Thursday, August 27, 2009

اللامنتمي

قبل عدة ايام كنت اتحدث عن "اللامنتمي" كتاب كولن ويلسن الأشهر وكيف وضع في ذلك الكتاب اسس لتعريف اللامنتي وبين في كتابه من خلال تحليله لأشهر الشخصيات في الادب والتاريخ صفات مشتركة تجمع اللامنتميين لتضعهم جميعاً في قالب مشترك هو قالب اللاإنتماء وبالتالي اعادهم إلى حضيرة الأنتماء من جديد،
لا أذكر كم من السنين مرت على قرائتي ذلك الكتاب ولكني احمل له الكثير من الإمتنان والشكر، فقد سمح لي كولن ولسن في كتابه ذلك ان اتعرف على عالم كنت اعيشه دون ان أعرفه، ففي ذلك الزمن كنت تائها بين الوطن والغربة وتائها في فهم مواقفي من الحياة بشكل عام ولكن لم يمضي وقت طويل على قرائتي لذلك الكتاب حتى تبين لي انني لا أعاني من الغربة لكني اعاني من اللاانتماء، فكل الاوقات وكل الاماكن التي اتوجه إليها تحمل لي نفس المشاعر، الأمكنة لاتعني لي شيئاً، وأينما كنت يجتاحني ذلك الشعور بالغربة والوحدة، لكن ذلك المفهوم الجديد "اللاانتماء" تطلب مني العودة للبحث عن طريقة للتعاطي مع الواقع ولكن من وجهة نظر جديدة، وعدت إلى دوامة البحث من جديد ولكن مع فكرة مهمة تفيد بأني ربما لن اجد الحل لأن الحياة لاتحمل في طياتها الحلول دوماً ولكنها تسير في مسار زمني غير قابل للعودة، اي بأتجاه المستقبل فقط، ولن ينتهي المسار الزمني إلا في نقطة اللانهاية
....

Thursday, August 06, 2009

الدب

عمران الدب، اسم اشتهر به منذ صغره لدرجة انه كان يشك بأن كلمة الدب ليست جزءاً من اسمه الحقيقي، فكل من عرفه يناديه بعمران الدب وبدون حتى أن يفكروا بأصل هذه التسمية التي لاتثير لدى عمران أي ازعاج او تأثير سيء يذكر، ربما بعد ان تسمع قصة حياته ستعرف لماذا يعتبر نفسه مميزاً بذلك الاسم، لست الأن بوارد الذكر لتفاصيل تلك الحياة التي عاشها عمران، لكني في مناسبة ذكرتني به هذه الايام، فأنا لم اره منذ أن غادرت حارتي القديمة وانتقلت إلى منزل أخر، ما الذي ذكرني به؟ منذ ايام ونحن نعيش حالة من تقنين الكهرباء في مدينة دمشق جعل نهارنا ليل وليلنا ليل شديد الظلمة والحر، الأنقطاعات في التيار تتجاوز الاربعة ساعات في بعض المناطق وفي أحسن الاحوال لاتقل عن ثلاث ساعات، الحكومة تعلل ذلك بسبب نقص في الطاقة الناتج عن نسبة زيادة في الاستهلاك لهذا العام، لكني لست كذلك في وارد نقاش ما تقوله الحكومة الأن، فالقصة اكبر من ذلك، فعمران الدب هو الأكثر سعادة في هذه الايام بلاشك لأرتباط انقطاع الكهرباء بتاريخ ميلاده وهو ولن يتأخر لو سألته عن تاريخ ميلاده فيجيبك بسرعة البرق رغم التأتأة التي تصدر عنه بين الكلمات وتلك اللثغات التي تسيطر على نطق الكثير من الحروف لديه، لكنه سيجيبك بطلاقة انه من مواليد الثمانينات من القرن الماضي وتحديداً في تلك السنة التي كانت تنقطع الكهرباء عشرة ساعات في اليوم، وسيضيف انها كانت سنين مميزة اكثر من ايامنا هذه،ويزيد شرحاً في سبب افتخاره قائلاً "ما الذي يعنيه انقطاع الكهرباء عدة ساعات في مقابل عشرات الساعات في تلك السنين، انتو ماشفتو شي!!" هكذا سينهي جوابه عن ذلك السؤال الذي يبث النشوة في داخله،
عمران الدب يعتقد ان تلك الظلمة هي نعمة اغدق الله عليه بها ولولا الانقطاع المستمر في الكهرباء في تلك الايام ربما لم يكن ليولد، وحتى انه يربط الكثير من الاحداث في حياته بأنقطاع الكهرباء ويعتبر انقطاع الكهرباء يزيد من حسن طالعه في الحياة، الكثير من القصص سيرويها لك عن انقطاع الكهرباء وتأثيره على حياته ولكنني متأكد انه لن يروي لك تلك القصة التي حدثت معه عندما أحضر أصدقائه إلى المنزل في غياب اهله ليشاهدوا فيلماً جنسياً للكبار ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشرة من عمره ولكن سوء حظه جعل الكهرباء تنقطع وعلق الشريط في داخل جهاز الفيديو ولم يعرف كيف يخرجه فهرب أصدقائه وتركوه لوحده بينما عاد ابوه إلى المنزل وهو يحاول اخراج الشريط فوقع في مالم يكن يحمد عقباه وأكل علقة ساخنة أخشى انه لم يشاهد من بعدها فيلماً ممنوعاً أو مسموحاً.