Wednesday, August 31, 2005

شــــــــو بعـــــــــاد


أحمد قعبور
شــــــــو بعـــــــــاد



شو بعاد.. بعاد
متل تنين,
متل كفين ع مفرق
بيلّوحوا
متل السفينة
قبل ما تغرق,
شو بعاد .. بعاد
متل عينين ما بيلتقوا إلا بالمراية
وبيناتنا في قزاز
وفي زمن هزاز,
صورة ع صورة بتمحيها
وورق الهوى عم يرميها
عم يرميها
عم يرميها...
شو بعاد.. بعاد
وبيناتنا شوية حكي:
- كيفك؟
- منيحة
- لوين؟
- للقهوة
- شو بتشربي؟
- قهوة!
بعدين بيخاف الحكي
يحكي قصص تابت حكي
بيخاف آخرة القصص توقع مدينة
ويغلط الشاطر حسن
ويصير يسمع
ويصير يسمع ضحكتك
متل البكي
متل البكي
شو بعاد
وبيناتنا
في بلاد عم تحترق
وولاد رح يسألونا.. كيف؟
وما منلتقى
إلا متل كفين
ع طاولة ورغيف,
شو بعاد متل تنين
متل رجالين
بعـــــاد.. بعــــاد

Sunday, August 28, 2005

Saturday, August 27, 2005

كل شي بالمخفي حلال؟

كل شي بالمخفي حلال؟؟ شو الصح بهالمقولة ، مش شايف فيها اي شي صح ، ليش الناس هيك عمتشتغل ، ليش ما بيقدروا يواجهو حياتهم بالصراحة ، ليش ما بيكشفو الجراح لضو الشمس لحتى تشفى وتتحسن، مش احسن ما تتعفن الجراح ويصير معهم غرغرينا،

هالموضوع اليوم من الصبح عميلف ويدور في راسي موضوع كان صديقي مبارح اثاره، كان سؤاله غريب وبنفس الوقت بسيط، سألني وهو كتير معصب " ليش لما بيكون عندي علاقة مع انسانة بالسر ممكن تستمر العلاقة سنين وما حدا يسألني عن ديني ولا عن طائفتي، بس لو فكرنا نعلن علاقتنا او انه نتجوز اول شي راح يسألوني عنه ديني ، شو دينك شو طائفتك، ليش يعني؟ ، ليش بقدر مارس الجنس مع بنتهم بالسر سنين وما حدا بيسألني عن ديني ، بس لو فكرت اتجوزها وأعلن علاقتي فيها ، بيصير الدين مشكلتهم، وبيصير كل شي مشكلتهم"

ما قدرت جاوبه ، غير جواب واحد، سيبك منهم وعمول اللي بدك ياه، لو كنت سعيد بعلاقتك بالسر ، خليها بالسر، لو كان بدك تتجوزها! سافرو لغير بلد وهونيك تجوزوا ، ما في شي بتقدر تعمله هون ، هون الناس خلص صارو حالة ميؤس منها،

المشكلة في مجتمعنا انه ماشي على عرف اجتماعي ، الحل الوحيد للتهرب منه هو مقولة الناس بتشتغل عليها و بيطوروها / كل شي بالمخفي حلال/

اكيد راح ارجع لكفي الموضوع، بس هلق عندي شغل لازم انجزه ..




----------

متابعة


يبدو ان هذا الموضوع لن يتركني و لن يغادر بسهولة لذلك سأعود لمتابعته علني اقوله فيخرج من رأسي ،
ماهو سر كل شي بالمخفي حلال ، كيف تعيش هذا المجتمعات، لم ازل اذكر كلمات قرأتها منذ فترة طويلة في احدى الروايات، كانت الرواية تتحدث عن مدينة عربية ، كل الرجال فيها يتفاخرون بأنهم من أفحل الرجال وانهم ينامون مع عدد كبير من النساء ، عدد لايحصى، وفي نفس الوقت كل منهم يفتخر ان اهل بيته من أشرف الناس!!!! كانت الرواية تثير سؤالا مهما : لو كان الرجال يمارسون الجنس مع هذا العدد الكبير من النساء فمن اين تأتي هذه النساء وهم يفاخرون بنفس الوقت ان نسائهم من اطهر النساء!! لابد ان هناك كذباً، ولكن اي القصتين هي الكاذبة ، اهي فحولتهم الخارقة، ام طهارة أهل بيتهم ، ام بعض من هذه وبعض من تلك ؟؟؟

متى سنخرج من هذه الثنائية التي لا نزال ندور في فلكها ، الفحولة و الطهارة ، متى سيشفى هذا المجتمع من امراضه، ام انه مجتمع ميؤوس منه؟؟

Tuesday, August 23, 2005

الجانب الآخر للموت, جابرييل جارسيا ماركيز


".. كانوا يُسافرون في قطار – أذكر ذلك الآن- غالباً ماراودني مثل هذا الحلم – مثل الطبيعة الصامتة المرقّشة بأشجار صناعية زائفة مثقلة الأغصان بفواكه من الأمواس و المقصات و ادوات حانوت الحلاق المختلفة – أذكر الآن أنه كان يتعين علي قصي شعري – تراءى له ذلك الحلم كثيراً، لكنه لم يثر قط ذلك الخوف في اعماقه. هنالك خلف أحدى الأشجرا و قف أخوه، الآخر التوأم، ملوحاً – حدث لي ذلك في الواقع في مكان ما - لكي يوقف القطار. و لما اقتنع بعبث الرسالة التي لوّح بها شرعَ وراء القاطرة الى ان سقَطَ لاهثاً و فد غطّى الزَّبد فمه. كان ذلك حلمه العبثي اللاعقلاني بالطبع، و لكن لم يكُن ثمّة مايدعوه لأن يحدث هذه اليقظة المزعجة. أغمض عينيه من جديد، ولايزال صدغاه ينبضان بدفع الدم الذي سرى هاتفاً في عروقه مثلما فبضة مُطبقة. مضى القطار الى منطقة جدباء، مقفرة، تثير الانقباض في النفس. جعله ألم أحس به في ساقه اليسرى يصرف انتباهه عن المناظر الطبيعية. لاحظ أنه في أصبع قدمه الأوسط- ينبغي ألا استمر في انتعال هذه الأحذية الضيقة. كان هنالك تورّم. وبصورة طبيعية، و كما لو كانت تلك عادته، انتزع من جيبه مفكّاً، وانتزع رأسُ الورَم به. وصغه بعناية في صندوق صغير أزرق- هل بمقدورك أن ترى ألواناً في الأحلام؟- ولمح متطلّعاً من خلال الجرح نهاية خيط دهني أصفر. جذبه دون ان يستشعر ضيقاً او ألماً. بعد لحظة رفع عينيه، فرأى عربة القطار خاوية و أن الوحيد الباقي في عربة أخرى من القطار هو أخوه، الذي يرتدي زي أمرأة، و يقف أمام مرآة محاولاً اقتلاع عينه اليسرى بمقص. .."


-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- --
".. أغمض عينيه محاولاً تحطيم الإيقاع المتصاعد لتنفسه، استمات ليصل الى موضوع تافه عله يغوص في قرار الحلم الذي انقطع سياقه قبل لحظات. كان بوسعه على سبيل المثال أن يفكر في أنني عليّ خلال ثلاث ساعات أن أمضي الى حانوت إعداد الجنازات لتسديد النفقات. في الركن كان هناك صرار ليل يقظ يرفع الصوت بصريرة و يملأ الغرفة بزوره الحاد القاطع. شرع التوتّر العصبي يتراجع وئيداً و إن يكن على نحو فعّال، فلاحظ من جديد تراخي و مرونة عضلاته. أحس أنه سقط على الوسادة اللينة الغليظة، فيما اجتاح جسده الخفيف الذي تجرّد من الثقل شعور عذب بالبهجة والفتور، و فقد وعيه بهيكله المادي، ذلك الكيان الثقيل الأرضي الذي يحدّده و يضعه في بقعة بعينها لاسبيل الى الخطأ بإزائها في قياس المملكة الحيوانيّة، و الذي يحمل الكثير من الأجهزة والأعضاء المحددة المكان، والذي يرفعه الى القمّة التعسفية للحيوانات العاقلة. تراخت جفونه على عينية مرقشتين بالكرى على النحو الطبيعي ذاته الذي تشابكت به ساقاه وذراعاه في تجميع للأطراف راح يفقد ببطء استقلاله تماماً كما لو كان الكيان بأسره تحول الى كيان واحد كلي، وتخلى هو -الرجل- عن جذوره الفانية ليتغلغل في الجذور الأخرى الأكثر عمقاً وثباتاً، الجذور الخالده لحلم متكامل ومحدّد. في الخارج، ومن الجانب الآخر لدنيا كان بمقدوره أن سمع أغنية صرار اللليل تخفت الى أن اختفت من نطاق حواسه التي دلفت الى الداخل، فغمرته في رحاب مفهوم جديد و بعيد عن التعقيد للزمان والمكان ماحية وجود العالم المادي، العضوي و المؤلم و المتخم بالحشرات و روائح الأقحوان والفورمالدهايد الخانقة. .."


--------------------------------------------------------------------------------

* مقتطفات من قصّة، "ايرنديرا البريئة" جابرييل جارسيا ماركيز– ترجمة كامل يوسيف حسين– المؤسسة العربية للدراسات و النشر– 2004 بيروت

Monday, August 22, 2005

الدين الزائف- طاغور

أولئك الذين يعانقون الوهم باسم الدين
فيقـتـُلون ويـُقـتـَلون
حتى الملحد يحصل على بركة الله فلا تفخر بدينك
إنه يوقد في خشوع مصباح العقل ويقدم تمجيده
لا إلى الكتب ولكن لكل شئ طيب في الإنسان
إن الطائفي يلعن دينه
حين يقتل إنساناً من غير دينه
وهو لا يقوم السلوك على ضوء العقل
ويرفع في المعبد العلم الملطخ بالدماء
ويعبد الشيطان في صورة الإله
كل هذا الذي تم عبر الأحقاب والعصور
مخجل ووحشي قد وجد ملاذه في معابدكم
التي تحولت إلى سجون
لقد سمعت أصوات أبواق التدمير تبلغ الزمن بمكنستها الجارفة لتكنس كل المهملات
كل ما يحرر الإنسان يحولونه إلى قيود
وكل ما يوحده يحولونه إلى سيوف
وكل ما يحمل الحب من النبع الخالد يحولونه إلى سجون
يحاولون اجتياز النهر في سفينة مثقوبة
يا إلهي دمر الدين الزائف
وانقذ الأعمى
ولتهشم
ولتهشم المعبد الملطخ بالدماء
ودع هزيم الرعد ينفذ إلى سجن الدين الزائف
واحمل إلى هذه الأرض التعسة نور المعرفة


طاغور

جدل ومدن

منذ بدأت بهذه المدونة قررت ان اغير بعض عاداتي، بالطبع انا اتحدث عن عاداتي في التدوين والكتابة، فأنا لم اعتد ان اكتب خلال النهار، حتى اني لا اجد الوقت الكافي للكتابة نهاراً، لكني اصبحت الان افرغ القليل من الوقت للمدونة، فهل تكفي برأيكم فترة وجيزة للكتابة خلال نهار مليء بضجة العمل المنتشرة في المكان ، وما الذي يمكن ان اكتب عنه، هل سأكتب عن حياتي اليومية، ام اكتب عن تفاصيل الاشياء في حياتي، ام سأكتب عن استمرارية قضايا لم تجد لنفسها مخرجا من حياتي وأنا عاجز تماما عن اخراجها، لا ادري الان، سأدع القلم هو الذي يقرر كل ذلك ، سأدعه يتداعى ليقول ما يود، سأترك له يدي ليحركها كما يشاء،

حر انت ايها القلم ، كما هي صديقتي التي اهدتني اياك، صديقتي التي لا زلت اذكر كلماتها حين قالت لي "خالد لا تتوقف عن الكتابة، خالد انا احب ان أقرأ لك، لا تتخلى عن الكتابة"َ!!!

كانت تعلم ان لا شيء يشدني الى الكتابة كما يفعل قلم جميل، لم يستطع بياض اي ورقة ان يفعل ذلك ، يكفيني وجود القلم لاطلق سراح الافكار من رأسي، حتى الكمبيوتر و كيبورده لم تقدر في يوم ما ان تسلبني متعة الكتابة بالقلم أولا،

صديقتي!!! لحظة!!! لحظة!!! ،هل عادت من حلب؟؟ فأنا لم ارها منذ بضعة ايام ، أه مني، أي صديق انا؟؟ لابد انها عادت من حلب، سأحدثهااليوم مساءا وعلني ادعوها على مكان نستطيع ان نتابع به جدلنا الذي لا ينتهي، وكيف سينتهي الجدل بيننا ونحن سادة الجدل حين نجتمع، لازلت اذكر انها اصرت على تلك الرحلة الى حلب، بعد جدل دام لأكثر من ساعتين،قلت لها ان حلب مدينة بلاروح، نعم وانا اصر الان انها مدينة بلا روح ، لا احب تلك المدينة التي سكنت فيها سنة كاملة في احدى الاوقات، سنة كانت قد اجبرت كرشي على الظهور رغم ان أية مدينة اخرى لم تفعل ذلك ، للأكل في حلب معزة خاصة، المطبخ في حلب مطبخ لايقاوم، الاكل هناك متعة، متعة الاكل كلفتني ستة اشهر من الحمية بعد عودتي من حلب للتخلص من ذلك الكرش الذي لم يكن متناسقا مع بنيتي النحيلة، لا لن اعود لأسكن في تلك المدينة، التي تشبه بيروت في انقسامها الطائفي، وتشبه مدن الوطن العربي بمخيمات اللاجئين حولها، و تشبه كل مدن العالم الثالث بحزام الفقر الذي يحيط بها، وتشبه كل المدن التي لالون لها في هذا العالم ،

لا احب مدن بلا ألوان، ولكني احب الجدل مع اصدقائي ، فهم يعطون لحياتي لون اخر..

Sunday, August 21, 2005

بيرق حداد

لما اجتمع كل هذا الحزن في يوم واحد ... اجتمع ليصنع للفرح تابوت يخرس صوت الضحكة ويعلن ارتفاع بيرق الحداد ،
البارحة كانت الضحكة اكبر من ان تخفيها الجدران ، ولكن صباح قاتل مثل هذا ، يفعل فعله في حياتنا فيحيل سعادتنا الى صمت ووجوم ،
لم اعتد الحزن و لا اطيقه، لكن صوت اصدقائي الحزين في هذا الصباح فجر الدموع من عيني رغم عني.

استغرب حزني على انسان لا اعرفه شخصيا و لكني سمعتهم يتحدثون عنه، حين قالت انه كان مثل ابوها ، وقال انه كان اعز اصدقائه ، قالت انه كان اعز من اخوتها، كلهم قالوا انه كان جزء منهم ومن حياتهم ،

حزين انت ايها اليوم الذي حزن فيه اصدقائي

Thursday, August 18, 2005

What is BlogShares

What is BlogShares


كنت قد اشرت في موضوع سابق لهذا الموقع و لكني لم اوضح الهدف منه سابقا و لكن لمن يحب ان يعرف المزيد عنه سأورد لكم بعض المعلومات :

BlogShares :
هو عبارة عن سوق بورصة خيالية حيث المدونات هي الشركات المشاركة بالبورصة و العملاء يستثمرون دولاراتهم الافتراضية على المشاركة في المدونات، و يتم تقييم قيمة المدونة بعدد اللينكات التي تشير اليها في المدونات الاخرى ، ويمكن ان نرفع من قيمة اي مدونة عن طريق وضع لينك لها في مدونتنا ، ولا يمكن ان تنتقل ملكية المدونة كما في سوق البورصة الحقيقة ، فهذه سوق بورصة افتراضية تماماً ،

وبما انها لعبة فما الهدف منها :

بالتأكيد الهدف منها هي متعة اللعب والادمان على اللعب ، فهي لعبة استراتيجية تضيف المتعة للحياة ، وتزيد من الخبرات التي ستؤثر على حياة من يلعبها بشكل ما ،
و كذاك تسعى لنشر ثقافة المدونات و العمل على تنظيم المدونات في جماعات ، مما يسهل تصنيفها و التعامل معها و الحصول على المعلومات الجديدة المتعلقة بالمدونات ، و كذلك سيتم من خلالها اكتشاف المدونات الجديدة من خلال اللعب المستمر ،

وكذك تضم اللعبة منتدى ممتلئ بالخبراء في مجال المدونات و العمل عليها ، وكذلك في مجال لعبة البورصة الافتراضية و كيفية عملها و منطقها ،


بالنتيجة هناك صناعة تنمو الان خلف عالم المدونات قد تكون افتراضية ، ولكن بالتأكيد هي صناعة ستجني الكثير من الارباح في المدى القصير ،

لندن مدينة لاتنسى

ذكرتني إيف بكلامها عن لندن بمشاعري في اول يوم لي بعد عودتي من لندن ، اعتقد انه كان اصعب يوم مررت به هنا في دمشق منذ سنوات ،
كنت قررت ان انسى لندن ،حتى اقدر على تقبل المكان الذي اعيش فيه الان ، ولكني ادرك الان ان لندن مدينة لاتنسى ،
لا اريد ان اقول الان اكثر ولكني سأورد ما كنت كتبته بعد عودتي من لندن بيوم واحد وانا راح ضيفه لمدونتي ،


-------
لو استمريت بالحديث عن لندن لاستطعت أن أتحدث سنة كاملة عن هذه المدينة الرائعة، ولكني لا أريد أن أتحدث بل أريد أن أنسى تلك ا لمدينة لأن ذلك سيكون أسهل في متابعة الحياة هنا في دمشق!! و سأحاول أن أنسى كل ذلك الجمال في لندن الذي يحيط بكل شيء هناك، فليس من السهل الحفاظ على تلك الذكريات مع معاناتي ومنذ هذا الصباح مع مشكلة المواصلات هنا، و كل ذلك التلوث الذي يملئ رئتي و حنجرتي و يمنعني من التنفس، و هاتفي الذي وجدته يعاني من تشويش مزعج، رغم أني دفعت فاتورة ليست بالقليلة، وبعد ذلك اكتشفت تعطل خط الإنترنيت ، ثم مشاكل العمل التي تبدأ ولا تنتهي، حتى الشكولاتة التي أحضرتها معي من لندن رغم جودتها و نوعها الفاخر بدت عندما تناولتها هنا بلا طعم، غريبة هي دمشق التي لا طعم لأي شيء فيها، لا أدري لماذا يحصل كل هذا هنا، اليوم في دمشق و أنا عائد إلى المنزل في المساء كان هناك شخص يصلي على رصيف إلى جانب حاوية الزبالة رغم أن أكياس الزبالة كانت متناثرة حولها و الرائحة كانت لا تطاق, تمنيت لو أن معي كاميرا لأصوره و تمنيت لو سألته عن اعتقاده و مفهومه للطهارة, لكن لا لن أسأله فأنا أعرف أنه سيقول لي أنه يعتبر نفسه من أطهر البشر!!!!. نعم، أنا سوف أنسى كل الناس الذين قابلتهم في لندن و كل هؤلاء الذين ما أن يجلسوا داخل المترو حتى يفتحون كتبهم ليكملوا قراءة ما بدأوه في كان أخر، يقرأ ون و لا يتكلمون، يأكلون و لا يتكلمون، يعملون و لا يتكلمون، أي جمال بهذا الصمت الذي يعيشون، وأي تناغم مع النفس، نعم, أنا سوف أنسى كل شيء عن لندن الرائعة وأعتبر كل ما كان مجرد حلم جميل،

--------


وكمان مرة تانية شكرا إيف لأنك ذكرتيني بلندن الرائعة ،

Wednesday, August 17, 2005

خلف عالم المدونات

http://blogshares.com/blogs.php?blog=http://thisisthelifeiknow.blogspot.com%2F

لو جربتو انتو كمان متل ما انا جربت اللينك ، يا ريت تخبرونا شو طلع معاكم :)


صباح اخر

كان الوقت مبكراً جداً حين دخلت الى المكتب هذا الصباح ،كل ما كنت ارجوه هو الاستفراد بفنجان القهوة الذي كنت اتخيل رائحته التي ستغزو فراغ المكان الخالي من الاشخاص في مثل هذه الساعة المبكرة من النهار،
ولكني في البداية لم افهم لما كان الهدوء المسيطر اكثر مما توقعت فنظرت حولي لأكتشف ان اجهزة الكمبيوتر وبقية الاجهزة الكهربائية متوقفة تماما عن العمل ،ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهي لحظتها ، كان احساسي بالسخرية اكبر من ان اخفيه ، فكيف لا ابتسم مع بداية كهذه البداية ،
مرت اكثر من نصف ساعة وانا اعمل على اصلاح قواطع الكهرباء التي وجدت اصلا للحماية ولم اكن اعرف انها قادرة على تخريب صباحي هذا كذلك ،
وما إن عادت الحياة تدب في تجهيزات الكمبيوتر ، حتى بدأ الضجيج يتعالى ، وأخد يتداخل مع ضجيج الموظفين الذين بدأو بالوفود الى مكاتبهم.

وهكذا انتهى املي بالاستمتاع بقهوة الصباح التي كنت ارجو ان لا يملأ فراغ المكان سوى رائحتها ...

Tuesday, August 16, 2005

صراخ اخر

ليس الصراخ صوتا اعلى من الاصوات
ولكنه كلمات اقوى من الكلمات

ويبقى الصمت اقوى من اي صراخ
.....

Monday, August 15, 2005

قيمة وقتنا

كيف نضع للوقت في حياتنا قيمة معينة ، من يثمن لنا قيمة ساعاتنا ، هل من المفروض ان نكون من المشاهير حتى يكون لوقتنا ثمن ما ،

قد لا أكون من المشاهير، لكني ارفض ان يزعجني شخص ما على الهاتف كل يوم ، ليسرد لي تفاصيل حياته اليومية التي لاتعنيني ، والمشكلة، كيف اجعله يستوعب انه غير مهم بالنسبة لي ، ولذا لا تهمني حياته وتفاصيلها، هل يجب ان اخبره ان وقتي اثمن من ان يضيع على سماعه، هل سيكون ذلك تكبر و خروج عن الاتيكيت ، لا ، انا تعودت ان اقول ما اود قوله ، و لا يهم الاتيكيت بعد ذلك ،

Sunday, August 14, 2005

صراخ

سأصرخ عاليا اليوم
لأني أستعدت صوتي
ولا اريد صوتاً لايمكنه الصراخ

...

Tuesday, August 09, 2005

ليس لدي قلب

توقفي أرجوك عن سؤالي عن الوقت! ألا تملكين أية كلمة تقولينها غير السؤال عن الساعة، فهذه هي المرة العاشرة التي تسألين فيها عن الساعة منذ خمس دقائق، ألأ تدركين أن تساؤلاتك تمر أسرع من مرور الوقت نفسه؟
حسناً، كما تشائين، إن كنت لا تريدين الكلام، لكن أرجوك أوقفي حركة قدميك المتوترة، لا أستطيع الإمساك بكل الأشياء التي على الطاولة.. أخشى أن تسقط من شدة حركاتك. أخبريني أي شيطان يسكن بداخلك الآن و ينفث بكل هذه الزفرات المتطايرة مع دخان سيجارتك! لم لا تقولي لي، قولي أية كلمة تقودني الى معرفة سر هذا الغضب الذي تحملين! حسناً، إذا كنت لا تريدين الكلام فلا وجوب لبقائي، أنا ذاهب. أتعتقدين أنني لست جاداًً، لا، أنا ذاهب.
ماذا الآن؟ لا، أرجوك لاتبدئي بهذه الدموع! أرجوك توقفي، أنا لا أقوى على الصمود أمام هذا السيل من الدموع! لم تبكين الآن؟ هل أنت حزينة أم غاضبة؟ لا، توقفي أرجوك فدموعك تفقدني المقدرة على الفهم! ولكن من قال حتى إني أستطيع فهمك عندما تضحكين؟
آه، ما أشد شعوري بالغباء أمام كل هذه الحالات التي تصيبك، أعجبتك كلمة غبائي، حسناً.. وها أنت تبتسمين منها، عجبي! انظري كيف غيرت دموعك مسارها لتمر عبر أخاديد الابتسامة على وجهك. نعم، لا بد لي من الاعتراف بغبائي أمام كل هذه الحالات التي تصيبك! فأنا لا أقدر على فهم هذا الخليط من المشاعر!
لا، أرجوك لاتعودي لإشعال سيجارة أخرى، يكفيك تدخيناً، لقد أفرغت علبة السجائر، ما الذي ستفعلينه بعد ذلك؟ لن تجدي ما تدخنينه بعد الآن، و الليل لم يزل في بدايته!

أتدرين؟ لم يعد يهمني، لا أريد معرفة أي شيء. لا، لن تجعليني أشعر بالذنب بكل هذه الدموع التي تذرفينها! أوقفيها، فهي لن تفيد، أنا ذاهب الآن. سأذهب، فلا مقدرة لي على البقاء في هذا الصمت المغسول بالدموع والتوتر!
لم تنظرين إلي هكذا؟ انظري الى سيجارتك، ستحترق أصابعك إن لم ترمِها الآن! لا، لا تبحثي عن غيرها! ألم أخبرك أنها الأخيرة، وأنك لن تجدي ما تدخنينه بعدها؟
حسناً، هذا جيد، يبدو أن انتهاء السجائر أوقف دموعك. عجبي! أية صدمة تلك أن تنتهي السجائر لتوقف دموعك التي كنت أتوسل إليك مرات ومرات لتوقفيها دون أمل!
لم تسحبين غطاء الطاولة الآن؟ حاذري، ستسقطين كل تلك الأواني عنها! ألم تجدي منديلا أفضل منه؟! ولكن حسناً فعلت بمسح الدموع عن خديك.
ولكن لم ترتدين معطفك؟
الى أين أنت ذاهبة الآن؟ أتريدين أن أرافقك؟ لم لا؟
ماذا؟ النقود؟ حسناً، هاك المحفظة، خذي ما تشائين!
هل أنت متأكدة من أنك لاتودين أن أرافقك؟
حسنا، كما تشائين! رافقتك السلامة!

عماذا تتساءلون؟ لاتصدقوا ما ترونه على وجهي الآن. لا، بالتأكيد ليست دموعا. لا، صدقوني ليست دموعاً، إنها مجرد حبات عرق متساقطة.
صوتي؟ ما به صوتي؟ عن أية غصة تتسائلون؟ لا، لا، هذه ليست غصة، ليست سوى حشرجة، بسبب غمامة الدخان التي خلفتها وراءها كل تلك السجائر!
لا، لا تتساءلوا كثيرا، لا أملك جواباً. كل ما أريده الآن هو نوم عميق، علني أستيقظ بعده لأعلن أن هذا كله كان مجرد حلم. نعم، لا بد أن يكون مجرد حلم، فلا تصدقوا أن لي قلبا وأن لدي دموعا، أتعتقدون أن فتاة ما كانت تجلس هنا منذ قليل؟ لا، صدقوني، لا بد أنكم أنتم أيضا تحلمون!

ماء وملح و ملابس داخلية

ماء وملح و ملابس داخلية



كان الوقت مبكرا جداً في ذلك الصباح حين أستيقظت على صوت طرقات قوية على الباب ،حاولت أن أفتح عينيّ لكن النعاس كان يرفض أن يدعهما لي فنهضت من سريري وأنا مغمض العينين وبدأت أتلمس الطريق بيدي فأنا لا أرى بدون نظارتي الطبية، فكيف أرى و أنا مغمض العينين!
يا إلهي !! من هو هذا المزعج الذي يطرق بابي في مثل هذه الساعة، كنت أحاول جاهداً الوصول الى الباب دون أن أتعثر بالأغراض المتناثرة في كل مكان، كانت لم تزل طرقات الباب مستمرة حتى فتحته كاملاً، و رأيتها أمام الباب ، ترتجف من البرد رغم تدثرها بمعطف شتوي وتلف حول رأسها شال من الصوف اليدوي الصنع، كانت رؤيتها واقفة أمام الباب كافية لنزع قناع النوم عن وجهي و أنفرجت عيني على أوسعهما لرؤيتها في هذا الصباح الباكر،

-
مالذي حصل مالذي أتى بك في هذا الوقت المبكر؟ بادرتها بالسؤال وأنا أشعر بسؤالي خال من أي اهتمام ، لا أدري لم أحسست أنه لا شيء مهم في تلك الزيارة المفاجئة، فعدت الى الداخل و لحقت بي ،

أقتربت منها بينما أضع نظارتي على عيوني و سألتها: "أين قبلة الصباح" فأبتعدت عني مسرعة الى الوراء و صرخت بي : " أبتعد عني سيفسد وضوئي بسببك، و ليس لدي متسع من الوقت ، أمسك هذا الكيس أريدك أن تخلع ملابسك الداخلية و تضعها فيه،"

لم أكن أعلم أن ملك النوم قد يهرب من بيتي في تلك اللحظة و يتركني مشدوها مثل أحمق يعجز عن مسح لعابه المتدلي من فمه،

-
أي مس قد أصابك أيتها الفتاة ؟عن أي ملابس تتحدثين و لما تريدينها ؟ ما هي قصتك أخبريني؟
- "
يالله ـ شو بتسأل أسئلة ما إلك فيها !! خلص أفعل ما أقوله لك بلا نقاش ، ,لا تنس أن تحضر معك أيضاً زجاجة ماء وبعض الملح "

لم أعرف أي دوار أصابني في تلك اللحظات ، نظرت حولي باحثاً عن كرسي أجلس عليه ، ولكني وجدت الأرض أقرب إلي من الكرسي ، فجلست على الأرض ولكني لم ارفع عيناي عنها ، كانت لاتزال تنظر إلي عاقدة الجبين ، مستغربة تلكأوي في تنفيذ ما طلبت مني، كنت أدركت لم تريد هذه الأغراض، كنت أريد أن أصرخ بكل قوتي و لكن على ما يبدو كانت قواي قد تلاشت، قلت لها :
-
لا تقولي لي أنك ذاهبة إلى قدسيا؟ ألم تعدينني أن لا تعاودي الذهاب إلى أم سعد ثانية، قولي لي ألم تعدينني؟
- "
نعم وعدتك، ولكني أريد الذهاب الأن، أنا بحاجة لأن أراها اليوم ، لقد شاهدت كابوساً ، أريدها أن تفسره لي!!! وبالمرة سأخذ معي بعض ملابسنا لتقرأ لنا عليها بعض الأيات!! فربما تفيدنا ، ثم لا تخف أنا سأدفع الخمسمية ليرة من جيبتي لن أخذ منك شيئاً!!!"
-
عن أية أموال تتحدثين ، أنت تخسرين عقلك وليس أموالك !!!

يالله ، لم أوقعتني في حب هذه الفتاة ، يالله لم لم تختر لي حباً غير هذا الحب!!! مالذي سأفعله الأن؟
-
أسمعي الأن، أرجوك، عودي الأن الى المنزل، لن أسمح لك بالذهاب ، وهذا كلام نهائي!!! أعطني يدك ساعديني لكي أنهض عن هذه الأرض الباردة،
- "
لا ، أنهض لوحدك ، أخبرتك أني لا أريد أن أفسد وضوئي!!"
-
و كأني لم أزل أرى إصرارك على الذهاب؟
-
نعم أنا مصرة على الذهاب ، و عليك أن تخلع ملابسك الأن "

ولم أخلع ملابسي ، لا أدري لما تحتاج هذه الدجالة أم سعد إلى ملابسي الداخلية، و لم هذه التي أرتديها حصراً؟ ألا يمكن أن أعطيها ملابس أخرى غيرها؟ عجبي من هؤلاء النصابين وأحتيالاتهم!!
-
أسمعي الأن يابنت الناس، دعيني أعود إلى فراشي فأنا كنت أعمل طوال الليل، أذهبي إلى حيث تريدين ، لكني لن أعطيك ملابسي،
- "
أنت إذا لا تحبني، كل همك هو نفسك!!! وأنت كما أنت كبير الرأس وعلى الفاضي، لاتريد أن تنحل مشاكلنا ونتزوج؟؟؟
كانت تطلق عباراتها تلك و تشحن نفسها لتطلق عملية البكاء التي تعلم أني أعجز أمامها كل العجز، نعم كنت أعرف أنها ستفعل ، فها هي دموعها المتساقطة تملئ خدودها و تنهمر على الأرض أمامي .
-
حسناً، قلت لها: كفي عن البكاء الأن ، يبدو أن أم سعد أنتصرت عليّ مرة أخرى ، مالذي تريدين أن أخلعه ، كل ملابسي أو تكفيك أية قطعة من الملابس؟

كنت قد بدأت أخلع ملابسي وأنا لم أزل جالساً على الأرض، حين صرخت بي : لكي أخلعها في مكان أخر ، كان كل همها هو المحافظة على أن لا يفسد وضوئها الذي أستعدت به لتقابل من خلال أم سعد من سيحل لنا مشاكلنا و سيجمعنا تحت سقف واحد ، على حد زعم أم حسن!!!!

ما الذي أصاب الناس في هذا البلد ، مالذي سلب عقولهم ، كنت أردد كل أنواع الشتائم وأنا أدخل إلى غرفة النوم لأضع لها في الكيس ملابس كانت مرمية هناك ، وعدت إليها وأخبرتها أني وضعت الملابس في الكيس!!
كنت أشعر بسعادة عارمة ـ لأني لم أخلع ملابسي لأعطيها إياها ، كنت أعتقد أنني بذلك أخدع أم سعد النصابة ، ويبدو أن هذا الشعور أعطاني بعض الراحة و مكنني من العودة الى سريري لمتابعة نومي، بعد أن خرجت وأغلقت الباب ورائها،

حب وعناد

نظر إليها وهي تراقب حركة يديه التي تمسك كأس الشاي الفارغة، أثاره الفضول في عينيها، فرفع الكأس وأخذ ينظر إليها من خلاله إلى وجهها الذي بدأ يحمر خجلاً، وسارعت لإخفائه بيديها،
- "
مالذي تفعله أيها المجنون، أعطني تلك الكأس، ألا تريد المزيد من الشاي؟"
- "
لا، أكتفيت من الشاي، لكني لم أكتفي من النظر الى وجهك!!"
- "
وما الذي ستراه لو نظرت إلي من خلال كأس فارغة؟؟؟"
- "
لا أدري، ربما أنا أبحث عن بعد أخر لوجهك، بعد لم أره من قبل، لكني أعلم بوجوده!"
- "
كفاك فلسفة!!!"
قالت له ذلك و قد أزداد وجهها أحمراراً!! وكان هو لا يزال يبرم الكأس بيديه،محاولاً النظر إليها بأكثر من زاوية!!!

- "
أرجوك، توقف الأن عن هذا اللعب!! أنا لا أملك الوقت لهذا الأن! أخبرني هل ستمر غداً لمرافقتي إلى المطار"
كانت كلمة مطار قد أيقظت احساسه بالوقت في تلك اللحظة، لكنه حاول ألا يظهر ذلك، بينما أستمر بالنظر من خلال تلك الكأس إلى وجهها الذي بدأ يظهر عليه القلق و الترقب،
- "
ومتى ستغادرين" تعمد أن يقول ذلك بطريقة لا مبالية
- "
في التاسعة صباحاً" قالتها محاولة مجاراة أسلوبه في اللامبالاة،
- "
لا أستطيع، أعذريني!" ولكنه لم يستطع أن يظهر لامبالاته هذه المرة، فحاول أن يخفي ذلك بطلب كأس أخر من الشاي،
- "
ماذا المزيد من الشاي؟ نعم يوجد!"
- "
حسناً، نصف الكأس فقط،أرجوك، لا تملئيه كله"
تنظرإليه مستغربة طلبه، تملئها الرغبة في مخالفته، فتملئ له الكأس كله، ناظرة إلى وجهه المستاء!!
- "
ماهذا، لم فعلت ذلك، ألم أقل لك نصفه فقط؟"
- "
يمكنك أن تشرب نصفه و تدع الباقي، لست مجبراً على شربه كاملاً!"
كانت تحاول أنت تظهر السخرية في ردها عليه، ولكنه حرمها ذلك الإحساس بجوابه:
- "
ولكن كيف لي أن أنظر إليك من خلال الكأس الأن و قد أمتلئ بالشاي، ليس سهلاً النظر من خلاله الأن"
- "
لا، لا يهم أن تنظر إلي من خلال الكأس، دعك الأن من كل هذا العبث!"
- "
وماذا سأفعل إذاً؟"
- "
ستأتي لمرافقتي غدا إلى المطار"
- "
لا، لن أفعل"
- "
كم أنت عنيد"
- "
لا أستغرب أن تقولي ذلك عني"
- "
نعم، أنت عنيد وعنادك هو الذي أوصلنا إلى هذه الحال"
- "
كما تودين، أنا ذاهب الأن، أراك بخير، إذا رجعتي ثانية!"
كانت السخرية قد وصلت إلى أوجها في جوابه ذلك، محاولا ً إخفاء كل ذلك الحزن الذي يملئ قلبه،
- "
ألا تريد توديعي ولو بقبلة؟"
- "
أسألي شفتاي، فهي من ستفعل وليس أنا"
- "
أعرف أن شفتيك لن تفعل، فهما عنيدتان مثلك"
- "
أتعلمين أن لشفتي حكمة يفتقدها قلبي، فهما ستقومان بالأبتسام بعد قليل، ولكن قلبي سيبقى غارقا في حزنه"
- "
سأدعو الله أن يشفيك من عنادك، وربما يشفى قلبك بعد ذلك من حزنه"
- "
كما تشائين، إلى القاء!!"
- "
إلى القاء!!"

من يحسد الملك

من يحسد الملك!

كانت القاعة قد امتلأت، بالمستشارين والوزراء، حين دخل الملك عليهم، حاملا ً صولجانه الذهبي، وأخذ يتنقل بنظراته بين الوجوه التي لا يعلوها سوى الصمت الذي اعتاده منهم، لم يستطع أن يخفي غبطته التي سرعان ما عكر صفوها كلام كبير الحكماء.
- "
عفوك يا مولاي، إنك تحمل الصولجان بيدك اليسرى، ألا ترى معي أن هذا قد يُفسر على أنه ابتعاد عن تقاليد وعادات هذا البلد العريق؟"

أراد الملك أن يستدرك خطأه، وينقل الصولجان إلى اليد الأخرى، ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة. أحس بأنه سيعطي بذلك الفرصة لكبير الحكماء ليشعر بصواب رأيه، وهو ما يحاول أن يثبت عكسه منذ زمن، فاتجه نحو كرسيه قائلاً في نفس : "مال هذا الحكيم وصولجاني، لو أن أبي سمع كلامي قبل أن يموت وتخلصنا منه، أما كان ذلك أفضل الآن؟ أية سعادة كانت ستملأ القصر دون الحكمة المثقلة لهذا الرجل الهرم؟"
لم يتوقف الملك عن الكلام إلى نفسه وهو يحاول أن يجد وضعية جلوس مريحة على الكرسي الضخم :"أي كرسي هذا الذي يزداد حجمه مع الأيام، ألم يكن أفضل لو صنعوا لي كرسيا ًعلى مقاسي، لم يجب علي أن أرث كل هذه الأشياء"
كان يحاول أن يجد وضعية مريحة ليسند بها رأسه لعله ينسى ذلك الصداع الذي يلازمه منذ فترة طويلة، هذا الصداع الذي على ما يبدو قد أنساه لما دعي إلى هذا الإجتماع اليوم!
"
لعن الله الصداع، لعن الله الصداع" كان يكرر هذه العبارة عله يتذكر لم هذا الاجتماع!

أحس كبير الحكماء بحيرة الملك، فاستغل الفرصة وقدم له كمية كبيرة من الملفات، مبتسماً كمن حقق نصراً كبيراً،
- "
هاهي الملفات التي طلبتها يا مولاي، لقد جبنا طول البلاد وعرضها، وجمعنا لكم كل ما طلبتموه منا، كله ستجدونه في هذه الملفات"

نظر الملك إلى كل تلك الأوراق التي أمامه، متذكراً أنه نسي نظارته، وأحس بالخجل يتصاعد الى وجنتيه، كيف له أن يخبرهم أنه نسي نظارته، لا لن يدعهم يعرفون ذلك، بالتأكيد سوف يسخرون منه، وأحس بالصداع من جديد يتصاعد داخل رأسه، حاول الهروب بالنظر إلى وجوه مستشاريه، بحث عن كبير العلماء، لم يستطع أن يميزه بين كل تلك الوجوه المتشابهة، تذكر أن كبير العلماء ليس لديه لحية كما البقية، أثارته تلك الملاحظة وكل تلك اللحى الطويلة التي يطلقها مستشاروه، وبدا الانزعاج واضحاً على وجهه،
اقترب كبير الحكماء منه سائلاً: " أهناك ما يزعجك يا مولاي؟"
كان يريد أن يصرخ في وجهه ليخلص نفسه من كل ذلك الشعور السيء، كم تمنى أن يتخلص منه، لكنه تدارك الأمر في آخر لحظة، لقد تذكر وعده لزوجته هذا الصباح، نعم سيكون هادئاً وبشوشاً، كما وعدها، نعم تلك هي الصورة التي تحبه أن يظهر عليها.

- "
مــولاي!"، ما أجمل وقع تلك الكلمة التي أخرجته من حيرته وغضبه وأعادت له القليل من الابتسامة التي بدأ يفقدها منذ بدء هذا الاجتماع، ولكنه لم يتوقع أن يعود ويخسرها بتلك السرعة بعد أن أكمل المستشار كلامه: "هل سنناقش أي موضوع آخر اليوم أيضاً، أم ستكتفي بهذه الملفات التي أمامك؟"
تصاعد الدم إلى رأسه، لاعناً تلك الساعة التي جاء فيها إلى هذا المكان، لو يدري فقط لما دعي لهذا الاجتماع! لو كانت نظارته معه، لقرأ بعض الأوراق التي أمامه وتذكر!

- "
انظروا إلي قليلاً" هذا ما بدأ به كلامه، وهو يحاول أن يتجنب النظر إلى وجوههم مباشرة!
- "
أريدكم أن تجدوا لي علاجاً لهذا الصداع الذي أصابني ويمنعني من متابعة هذا الاجتماع وكل شيء آخر! أنا غير قادر على الاستمرار بوجود هذا الصداع!
في تلك اللحظة فقط ظهر له وجه كبير العلماء الذي بدأ بالتحدث : "مولاي، الصداع مرض معروف وعلاجه معروف، دع هذا الموضوع عليّ وأنا سأريحك منه"
- "
بهذه البساطة؟" قالها الملك مستغرباً
- "
ليست الأمور بتلك البساطة يا مولاي، ولكن العلماء قد قاموا بدراسة وتحليل كل أنواع الصداع ووضعوا لها العلاج المناسب!"
لم يفهم الملك لم أثارته كلمة كبير العلماء، لا بد أنها عادت به إلى تلك الذكريات التي عاشها في تلك البلد البعيدة، ولكنه أحس بالخجل ثانية بسبب الذكريات التي أعادته لأيام الجامعة، وكل تلك الفتيات الجميلات اللواتي كن معه في الجامعة، جميلة هي تلك البلد! كم تمنى في تلك اللحظة أن يعود في زيارة الى تلك الجامعة ليرى ما حل بأصدقائه!

كانت وحدها كلمات كبير الحكماء قد انتزعته من أحلامه الجميلة في تلك الحظة التي تمنى لو تستمر لساعات،
- "
لا، يا مــولاي! لا تصدقه يامولاي، فصداعك ليس من ذلك النوع الذي يتحدث عنه كبير العلماء، إنه صداع ناتج عن الحسد!"
- "
الحسد؟؟؟؟؟، عماذا تتحدث أيها الحكيم؟"
-
نعم يا مولاي، أنت مصاب بالحسد، إنها عيون الحاسدين! إنهم يحسدونك على هذا الكرسي الذي تجلس عليه يا مولاي!"
- "
ما هذا الذي تقوله ياكبير الحكماء، لقد أخبرني أبي أنه حارب الحسد وقضى عليه، من سنين طوال، أتريد أن تقول أن هذا الطبع السيئ قد عاد ينتشر ثانية!"
- "
نعم يا مولاي، لقد حاربته إلى جانب والدك سابقاً، ولكن لا أخفيك أن الشيطان عاد للعبث بعقول الناس وأن الحجب والرقى وكل ما فعلناه سابقاً لم يعد يجدي نفعاً أمام هذ المد الشيطاني!

- "
لا، يا مولاي" صرخ كبير العلماء الذي لم يستطع السكوت أمام هذا الكلام! " لا تصدقه يا مولاي، هذا كلام غير صحيح، لقد أثبتت الرقى والحجب وكل أساليب العرافين فشلها على مر العصور، لا تدع كبير الحكماء يقنعك بهذا الهراء"
أحس الملك بالحيرة، فهو يثق برأي والده ويعرف أنه كان يثق بكبير الحكماء، ولكن فكرة العلماء أيضاً كانت تثير فضوله!
كان الصداع الرهيب، يكاد يفجر الأوردة في رأسه، ويمنعه من التفكير، سيجن إذا لم يجد دواءً بأسرع وقت، كل ما تمناه في تلك اللحظة لو أن والده لم يمت ويتركه، لم يشتق لوالده كما في هذه اللحظة.

نظر الملك إلى كبير حكمائه سائلاً: "أخبرني، لو أردنا أن نستشير العرافين وأن نصنع حجباً جديدة وكل ما يلزم لمنع الناس من الحسد! كم نحتاج من الوقت وكم نحتاج لتوزيعها على الناس؟ أرجوك أريد أجابات دقيقة، فليس هناك متسع من الوقت!"
- "
ما الذي تقوله، يا مولاي، لا نحتاج لأي وقت، كل ما علينا هو أن نطلب العون من الله أن يساعدنا، ورجالي سيقومون بالمهمة الباقية، فهم منتشرون في كل بقعة من بقاع هذا البلد، منابرنا تعلو سطوح المنازل، مطابعنا معدة بآلاف الكتب، أما العقول، فهي مهيأة لتعاطي هذا العلاج الذي اعتادوه منذ آلاف السنين، مولاي! كل ما نحتاجه هو أن تبارك لنا أعمالنا وتدعو لنا بالنجاح!"

لم تكن دهشة الملك من كبير حكمائه، لتخفى عن الجميع، لم يكن يعلم سر تمسك والده بهذا الحكيم، ولكن على ما يبدو أنه بدأ يكتشف سراً من أسراره الآن، ولكن لم تزل رغم ذلك فكرة العلماء تثير فضوله، فنظر إلى كبير العلماء الذي كانت تعلو وجهه نظرة يائسة والكثير من الرعب الذي يرافق أفكاره، التي كان يحاول جاهداً أن يصوغها بطريقة قد يقبل بها الملك. كانت التفاصيل كلها مرسومة في رأسه، ولكن كيف سيخبر الملك أنه لا يوجد علاج بهذه البساطة التي طرحها كبير الحكماء، هل يخبره أن العلاج يحتاج لهدم ومن ثم إعادة بناء! كيف سيفهم الملك أن الحل، سيستغرق أجيالاً وأجيالاً، وليس هناك من حبة دواء واحدة تكفي، كان يود أن يخبر الملك بكل بتلك التفاصيل، ولكنه لم يستطع الخروج من حلقة مقارنة حله بما طرحه كبير الحكماء، أحس بيأس كبير، أراد أن يتكلم ولكنه أحس بعجزه عن الكلام، وحدها كلمات الملك أخرجته من أفكاره التي غرق فيها،

- "
اسمعوا الآن" هكذا تكلم الملك بعد أن وقف عن الكرسي، مزهواً بنفسه وكأنه توصل إلى حل ما، ولكن سرعان ما أخرجهم من ترقبهم وأكمل كلامه: "يكفي الآن، لقد حان موعد الغداء، ولا أحب أن أدع زوجتي العزيزة تنتظرني كثيراً"، قالها وخرج مغادراً تلك القاعة التي دخلها في البداية!

Sunday, August 07, 2005

الحقيقة حريتك

الحقيقة حريتك ...

حين تحرر الحقيقة روحك
عندها
سيختفي ظلك
وستجري لاهثا.. في شارع ما
ستدخل بيتاً لاباب له
ستنظر في المرآة ،
ولن ترى صورة وجهك

عندها .. ستعلن احتراقك
ولن تبكي على جسد يحترق بلا رماد ...

...

حين تختار لون صوتك
يصبح الحب شجرة برتقال
تمشي ولا حدود للمكان
تمضي الساعات
تحمل أحلامك هدايا
ولا تنتظر نهاية للنهار

عندها.. تعلن حريتك ....
ولن تبكي على فكر يحترق بلا رماد...

.....

الحقيقة حرية
الحرية خلاص
وفي الخلاص ..سعادتك

مجرد تفاحة!

ما الذي تحمله في الحقيبة ؟"، كانت هذه هي أول عبارة قالتها لي عندما رأيتها في ذلك اليوم،
-"لا شيء مهم!! مجرد تفاحة!" أجبتها ببرودة أعصابي المعتادة!
ولكنها نظرت إليّ غير مصدقة! وأعادت السؤال ولكن أشد حدة من السابق:"ولكن الذي في الحقيبة يبدو أكبر من مجرد تفاحة! هل لي أن أعرف ماهو؟"
-"ما هذا الفضول الذي لديك؟ قلت لك لا شيء مهم، مجرد تفاحة كبيرة الحجم، لم لا تصدقيني؟"
-"تفاحة؟ هل تضحك علي من جديد؟ أنت تضع تفاحة في حقيبتك، وبهذا الحجم، لا يوجد تفاحة كبيرة بهذا الحجم!"
-"بالتأكيد هي تفاحة، لِمَ أكذب عليك بهذا الخصوص؟ ولكنها كبيرة، لهذا أهداني إياها أحد أصدقائي هذا الصباح، أرجوك توقفي الآن عن هذا الجدال وهيا بنا، أنا أكاد أموت من الجوع، ألا تودين تناول الغداء معي؟"

كنت أعتقد أن الموضوع سينتهي عند هذا الحد، ولكن ما إن جلسنا إلى الطاولة في المطعم، حتى أمسكت الحقيبة تريد أن تفتحها. فأمسكت الحقيبة بكلتا يدي مانعاً إياها من فتحها، ولكنها بالمقابل تمسكت أكثر بالحقيبة وسحبت جسمها الى الخلف لتزيد من قوة سحبها، وأخذت تشدها بكل قوتها. كان منظرها المستقتل لفتح الحقيبة قد حرك الشيطان في داخلي، وجعلني أترك الحقيبة بشكل مفاجئ تماما. شعرت بالزمن يتوقف في تلك الحظة، ولم أعرف كيف أرتدت الحقيبة باتجاهها بشكل سريع، سامحة لجسدها المتراجع إلى الخلف أن يلتف الى الوراء قالباً من تحته الكرسي، لتسقط متكومة على الأرض.
مرت لحظة كان خلالها كل من في المطعم قد توقف عن تناول طعامه وأخذ يحدق بنا. أسرعت إليها لأساعدها على النهوض، لكنها كانت أسرع مني، نظرت إلي بنظرة لم يكن قد سبق لي أن رأيتها في عينيها من قبل! كانت دموعها الحبيسة ترفض النزول، ولكني أحسست بجسدها المرتعش كله يريد البكاء! حملت أغراضها وغادرت المطعم. كنت لم أزل غير قادر على استيعاب ما حدث؛ كان لساني عاجزاً عن النطق، فجمعت أغراضي أيضاً وانطلقت بعيداً. كانت الحقيبة قد أثقلت كتفي وأتعبتني، ففتحتها وأخرجت التفاحة منها، ورميتها على جانب الطريق

لندن كانت مجرد حلم

في البداية أرجوكم لاتسألوني عن حقيقة ما جرى ، فكل ما سأرويه لكم هو مجرد قصة ، وهي مثل كل القصص بدأت في مكان ما وزمان ما ، و قصتي هذه بدأت عندما فاجئتني عاملة الأستقبال في الفندق بسؤالها " كيف وجدت لندن يا سيدي؟" ، وقد كانت المرة الأولى التي تفتح حديثا معي ، على رغم مرور خمسة أيام على تواجدي في ذلك الفندق، ولا أعرف لما أجبتها بسؤال أخر عن سؤالها : " جميلة ، نعم، لندن جميلة جداً، ولكن أتعلمين لم يسمونها مدينة الضباب ؟ فأنا لم أرى أي ضباب حتى الأن!! "
فأبتسمت لي( و لا أخفي عنكم كم أحببت في لندن هذه الأبتسامة التي يرسمونها على وجوههم مع حديثهم )
و قالت " لا تستغرب سترى الضباب بكل تأكيد!!"
و لكني كنت على عجلة من أمري و سارعت بطلب مفتاح غرفتي ، ولكنها عادت و أوقفتني ثانية،
- "
عفوا ياسيدي ! ولكني أردت سؤالك بخصوص الأغراض في غرفتك؟"
-
مابها الأغراض هل هناك أية مشكلة؟
- "
نعم ياسيدي، يبدو أن هناك رائحة كريهة تصدر عنها و أخشى .."
- "
رائحة كريهة؟؟؟؟ أه ، نعم، نعم"
أجبتها مصعوقا كيف نسيت ذلك ، يا الله، كان لابد أن أتصل بسمر وأرسل لها الأغراض منذ يوم قدومي!! لا بد أن الطعام قد فسد تماماً الأن!!، كيف يعقل أني نسيت، ما هذا الذي جرى لي،
لم أعرف بعدها كيف أنهيت حديثي معها ، و سارعت الى الغرفة ، بحثاً عن تلك الحقيبة التي لم يصعب أكتشافها بسبب رائحة العفونة التي كانت تنشرها !!
ما الذي أفعله الأن ؟ يا الله!! لقد علمت منذ البداية أن هذا سيحصل ، لقد أخبرت أمها أني لست مستعداً لأحمل هذا الطعام كل هذه المسافة الى لندن،كيف يفكرهؤلاء الناس؟ ، لولا خجلي منها لما حملت هذه الحقيبة ، ولما كنت وقعت في هذا المأزق الأن ، ما الذي سأقوله لسمر ، حتى أني لا أعرف مالذي يمكن أن تحتويه الحقيبة غير الطعام ولا أستطيع التصرف بها!!
لم يكن أمامي أي خيار أخر ، فبحثت عن عنوان سمر و أتصلت بها و أخبرتها بأني قادم إليها!!
كنت مترددا جدا ولم أعرف كيف أعبر عن اسفي، لعدم إيصال تلك الحقيبة في وقتها، "أه منك يالندن، أنت السبب" هذا ما كنت أردده طوال الطريق إليها ،
وقفت أمام بابها، و صوت ضربات قلبي أقوى من صوت أنفاسي المتسارعة، ترددت قبل أن أقرع الباب ولكن لم يكن هناك من خيار أخر الأن،
لم أكن أعرف سمر من قبل ، و حتى أمها كانت من أقرباء أحد أصدقائي، و لكن ما الفائدة من هذا الكلام الأن ، فما حصل قد حصل ، و هاهي سمر أمامي الأن ، أصافحها و لكن دون أن أجروء على النظر في عينيها ، ولم أعرف كيف أبدأ كلامي وكنت متردداً بين الحديث بالعربية أو الأنكليزية ،
و لكن صوتها الذي أنطلق مرحباً ، كسر ذلك الحاجز و أطلق لساني في الأعتذار لها ،قلت لها أعذريني فبسبب أشغالي في لندن ، نسيت نفسي و أنا أعتذر، وهاهي الحقيبة ، أعلم أن الأطعمة قد فسدت ولكني خشيت أن يكون هناك أشياء أخرى ذات قيمة بداخلها؟
و لكنها لم تأبه للحقيبة , نظرت إلي بأبتسامة عريضة و قالت: "والله أنا اللي لازم أعتذر منك ، ومابعرف ليش عذبتك أمي في حمل هذه الأغراض ، أتعتقد أنني أموت من الجوع هنا !!! ، أرجوك أدخل الأن تفضل، ولكن دع هذه الحقيبة في الخارج فلا شيء مهم بداخلها "

لا أخفي عليكم أي حمل ثقيل إنزاح عن كاهلي بعد أن سمعتها تنطق بتلك الكلمات ، وما أن تركت الحقيبة وأجتزت الباب الى الداخل حتى أثار أنتباهي شذى ذلك العطر الذي كان ينبعث من تلك السيدة اللطيفة، عندها فقط نظرت الى وجهها الذي كانت تملؤه أبتسامتها العريضة ولم يكن يبدو عليها أي إنزعاج من كل ما حصل، لو رأيتم أي هدوء كان يرتسم في ملامح وجهها الجميل !!! ،
بعدها سارت أمامي ودعتني كي أتبعها ، وأدخلتني إلى غرفة كبيرة ولكنها مليئة بالأشياء الجميلة والممتعة للنظر، وبعدما جلست إلى إحدى الأرائك التي كانت مريحة بدرجة تفوق ما توقعته من شكلها!! ، سألتني عما أحب أن أشرب، قلت لها: "أي شي ، لا يوجد عندي أي فرق" ، نعم لم يعد لدي أي فرق الأن،
لم أعرف ما حصل لي عندما رأيتها ، لقد تغيرت الأشياء بسرعة بيننا ، و نسيت حتى أمر تلك الحقيبة التي قادتني إليها،
لم أتتردد في النظرإليها وهي تعد الشاي الذي أختلطت رائحته برائحة عطرها التي تملئ أرجاء المكان، ناولتني كوب الشاي و جلست قبالتي وبدأت تسألني عن الشام وأهل الشام ،
كان صوتها الدافئ منسجم مع ملامح وجهها الذي كنت أنظر إليه دون أن أقدر على رفع عيني عنها، كانت تلاحظ نظراتي ولكنها أستمرت بالحديث عن ذكرياتها في الشام و كيف قررت الأنتقال الى لندن ، حكت لي كيف عارضتها أمها كثيرا , لكن ذلك لم يثنها عن تنفيذ قرارها ، وأستمرت بالحديث و لم أكن أحس بالوقت وهو يمضي مسرعا، أكثر من ساعتين و نحن نتكلم ،
ولكن عيوني التي كانت تتابعها لم تتوقف عن ألتهام حركاتها و كأنها كاميرا تصوير وكان عقلي يحاول تخزين أكبر كمية من الإنطباعات التي أثارتها في داخلي !!

لم أكن سعيداً بمغادرتي تلك الليلة و لكن أصرارها على دعوتي على العشاء في اليوم التالي ، جعلني أعود إلى الفندق محلقا بفرحتي ، وأنا أحمل بداخلي ذكريات و كأن عمرها سنين طويلة وليس مجرد ساعات قليلة !!!
لم أنم تلك اللية ، وأمضيت الليل وأنا أسترجع كل ما خزنته في عقلي من عباراتها و حركاتها، كانت أبتسامتها ماثلة أمامي طوال الوقت حتى طلع ذلك النهار الذي كان أطول نهار لي في لندن لقد بدا وكأنه لن ينتهي،
لقد كنت أنتظر لقائنا بفارغ الصبر ، ذلك اللقاء الذي ضحكت فيه كثيرا من فرط سعادتي بلقائها ومنذ لحظة عرفت أنها أعدت على العشاء أطيب الأكلات الشامية وكأننا في وسط الشام , وأنا أنطلق بالضحكة وراء الأخرى ، لم يوقف ضحكاتي سوى حديثها الذي أستمر لساعات طوال في ذلك المساء ، كنت جالساً أستمع إليها وهي تروي لي عن أشياء وأشياء لقد كان لديها أحاديث لا يكفيها شهور لتنتهي، كانت تتكلم و تتكلم ، لم تكن تتنظرجواباً ، لقد كانت سعيدة بوجود من يسمعها ، ولم ينتهي حديثنا إلا و نحن نجوب شوارع لندن ولو تدرون أي شعورأصابني و أنا أسير ممسكاً بيدها ، في ذلك اليوم لم تلفت نظري كل جميلات لندن ، كنت أرى وجه صديقتي سمر في كل مكان،

لكم أحببت لندن فأي سر في تلك المدينة التي جعلتني ألتقي بإبنة الشام فيها !!!

لا أرغب أن أقص عليكم المزيد ، و لا تصرو على معرفة بقية الأحداث ، لأني عندها سأعترف لكم أن لندن كانت مجرد حلم و سمر أيضا كانت حلم أخر بداخل ذلك الحلم.

كلمات لامفر منها

أهرب من كلمات تطاردني ،
فلا أجد مكان لها سوى هذا المكان ...
أرسم حروف كلماتي على صفحاته ...
أعيد قرائتها ،
لأكتشف أني الأن بدأت أخاف كلماتي أكثر ....

أمحوها لعلها تتركني ...
ولكنها كلمات لامفر منها
...

أمض الأن أيها الوقت

أمض الأن أيها الوقت ...
فليس لدي بن مطحون ولاشموع
....

أمض الأن أيها العجوز
..
الم تتعب من بطئك ،

ألم تضجر من حركة رقاص ساعاتك
...
أي ملل أنت ،

أمض علني أشعر بك شابا
و أسمع صوت ضربات قلبك...

أمض
الأن أيها المسكين
فساعات أنتظاري ليست ملجأ لسخرية أبتسامتك
...

أمض الأن
..
لأني لن أدعك تقتل فيّ رغبة الأنتظار

ثقل متوارث, ألفونسينا ستورني

ثقل متوارث, ألفونسينا ستورني

قلتَ لي: والدي لم يبك يوما،
قلتَ: جدي لم يبك يوما،
أبدا لم يبك رجال سلالتي:
كانوا من فولاذ.


واذ قلتَ ذلك انبجست منك دمعة
وسقطت في فمي.
لم اشرب في حياتي كمية سمّ أكبر
من قدح صغير كهذا.


أنا المرأة الضعيفة، المسكينة التي تفهم،
ميّزتُ وجع القرون ما ان شربته.
آه، لا تستطيع روحي
حمل ثقلك كله.
***

حارة شعبية !!

حارة شعبية !!

أتعرفون من قابلت اليوم ، لا لن تعرفو ، لأ غلط!!! ، لا لم تحزرو أيضاً ، عاودو المحاولة ، حسناً، حسناً ، سأخبركم و أريح فضولكم ، لقد قابلت أسماء ، أسماء بنت أم رامي!!! أووفف، ألا تذكرون أم رامي ، جارتنا القديمة في باب مصلى ، نعم هي بعينها ، نعم ، صدقوني ، حتى أني لم أعرفها في البداية ، لن تصدقو كم كبرت أسماء و أصبحت جملية ، أتستغربون كيف عرفت أنها جميلة!!! ، عادي ، كانت جميلة ، أه ـ فهمت عليكم ـ لا لم تكن محجبة كأمها ، لا وحتى أن شعرها كان على أخر موضة !!
واو ، من كان يتوقع أن أسماء بنت أم رامي ستصبح جميلة بهذا الشكل عندما تكبر، ولكن أتعرفون شيئاً ، لم يتغير صوتها ولم تزل تتكلم مثل أمها رحمها الله ، نعم رحمها الله !!! أه، لقد نسيت إخباركم، أم رامي ماتت قبل سنتين تقريباً، نعم مسكينة أسماء فأخوها رامي لم يزل في السعودية !! متى سافر رامي!! ، لا أدري لم تخبرني الكثير من التفاصيل ، لقد كان زوجها في عجلة من أمره و لم أرتح لنظراته لي!!! زوجها ، نعم زوجها ، مالكم تستغربون هذه أيضاً ، لأنها صغيرة!!!!و ماهم صغر سنها، بنات هذا الجيل يكبرن بسرعة ، ولكن المشكلة أنني لم أتذكر أين رأيت زوجها أنا متأكد أنني أعرفه , ولكن أين !! ولكن أين !!! حسناً ، حسناً ، لقد تذكرته الأن ، أعتقد أنه الحميماتي الذي كان بيته في أول الحارة ، أيعقل ذلك!!!! غريبة ، لا ، لا، تفهموني غلط أنا لا أعترض على الحميماتي فلست ممن يقيم الناس و لكنه كبير كثيراً عليها يعني ، كبير نعم كبير , لا لم تعرفو إذاًً ، ليس الحميماتي الابن هو من تزوجها لقد تزوجت من الحميماتي الأب !!!! و لماذا تلعنو أبوها والرجال في قبره من سنين ـ يعني شو بيقدر يساوي و هو في قبره ؟؟؟؟ عفواً !!! سمعوني مرة تانية ما سمعت منيح ،أو ما فهمت بالأصح ، أبو رامي بعدو عايش و ما مات ، طيب وينو ليش ما شفناه كل هالسنين ، كبريه !!! عن أي كبريه عم تحكو ، أااا، من يوم اللي أشتغل بالكبريه و هو تارك بيته و عياله، أها و أنا اللي كنت مفتكره ميت !!!!
عجبــــــــــــــــــــــــي !!!!!!!!!!


قصة قبل النوم

صديقتي ... قبل أن أبدأ برواية هذه القصة أريد القول أن البعض يظنني أحكي القصص في أوقات تتناسب مع أشياء أريد أن أقولها و أن القصة أسهل لي من الحديث المباشر وأنا أعتقد أن هذا صحيح إلى حد ما و لكني أقول دوما إنني اروي القصة التي يجب أن أرويها في وقتها دون أن أبحث عن الدوافع ...
فما الفرق الذي كان من الممكن أن يكون لو أخبرتك عن قصة ابنتي الآن أو فيما سبق .. أعتقد أنني أرى عيناك مفتوحتان على أوسع ما يمكن لهما على كلمة "ابنتي" و ربما أنت تقولين كلمات غير واضحة الآن...
لا تندهشي يا صديقتي .... فلست الوحيدة التي فاجأتك هذه الكلمة ... فأنا عادة لا أخبر أحداً عنها و قلة جداً الذين يعلمون بوجودها و أنا أعتبرها جزء من ماضي انتهى من حياتي ولم يعد له وجود ...
قد تتعجبين ثانية من طريقة كلامي حول هذا الموضوع .. و لكن انتظري حتى تسمعي كامل القصة ومن ثم حاولي الحكم ثانية على كلامي هذا ..
في البداية سأخبرك عن كــاتيــا إنها تبلغ من العمر الآن حوالي 13 عاماً و هي تعيش مع زوج أمها في مدينة مونتريال في كندا و لا أستطيع أن أخبرك عنها أكثر من هذا لأنني لم أراها منذ كانت في الخامسة من عمرها تقريباً و لكني اعلم أنها فتاة جميلة تشبه أمها في جمالها و هي منذ كانت في سنوات عمرها الأولى كثيرة الشبه جداً بأمها في كل شيء و أنا أعتقد أنها ستشبهها في كل شيء في المستقبل ... فكل من يعرف مارينا ( "ماري آن" هو أسمها) لا بد أن يتأثر بها فكيف إذا كانت ابنتها من لحمها ودمها..فما كانت مارينا تتردد في فرض تأثيرها على من حولها بشتى السبل و قد كانت حتى وراء تغيير اسمي ، و لا أخفيك أنها لم تغير اسمي فقط لقد غيرت مارينا الكثير من الأشياء في حياتي ...
لقد كانت البداية حوالي عام 1989 عندما تعرفت على مجموعة من الشباب و كانت تلك الفتاة الجميلة المرحة و المنطلقة من بينهم .. كانت تجمعنا في البداية النشاطات الثقافية المتنوعة من معارض و حفلات غنائية وشعرية رحلات و كل ما له علاقة بالثقافة و التسلية و الرفاهية ، ولكن الشيء الذي جمعني معها فعلاً في تلك الفترة كان حبنا الغريب لموسيقى الجاز لقد كانت تعشق تلك الموسيقى وكنا نذهب معاً دوماً إلى حفلات الموسيقى التي تقام من فترة إلى أخرى ...
و بدأت تجمعنا صداقة قوية جداً من تلك الفترة ، لم يكن ما بيننا حباً و لم يكن في يوم من الأيام كنا أصدقاء لكن بشكل مختلف عما تعود الناس هنا أن يروه أو يفهموه ...
من هي مارينا!!! ...
مارينا فتاة من أب لبناني و أم سورية و هم يعتنقون الديانة المسيحية ، وبما أن الأب والأم كانوا في حالة انفصال .. فقد كانت مارينا تعيش مع أمها في منزل جدها هنا في دمشق أما الأب الذي كان قد نقل أعمال شركته في مجال التعهدات التجارية إلى قبرص بعد الحرب في لبنان ....
وقد كانت مارينا على علاقة مع ابن خالتها و كانت تريد الزواج منه لولا معارضة الأب الذي يريد لها أن تتزوج من شاب لبناني و ليس من سوري وخاصة من عائلة أمها!!!!! و يبدو أن هذا يفسر سبب شغفها بموسيقا البلوز الحزينة كما حياتها المفككة بين أبيها وأمها و سوريا و لبنان وأبن خالتها و ربما كانت شخصيتها المتفردة و القوية واحدة من أكبر المآسي في حياتها ...
كانت مارينا تفعل كل ما تريد و تقول كل ما تود و لا تسمح لأحد أن يتدخل في حياتها .... وكانت تخطط للعيش مع ابن خالتها بعيداً عن أهلها و مشاكلهم .. و هذه التصرفات جعلت من علاقتها بأهلها سيئة جداً و هو ما جعل أبن خالتها يبتعد عنها و كلما زادت العلاقة سوء مع أهلها كان يبتعد عنها أكثر فأكثر ... كان من الواضح أن ما يهمه منذ البداية هو شركة الأب وأمواله و ليس الفتاة و عندما أدرك أنه لن يستطيع الوصول إلى أموال الأب قرر التخلي عنها ومن ثم السفر إلى أرمينيا التي كانت تسير في طريق الانفصال عن الاتحاد السوفيتي و العمل هناك ....
وهنا تبدأ قصتي معها ...
لقد توقع الجميع أن الذي حصل مع هذه الفتاة سوف يكسر من شوكتها (كما يقال) و لكنها كانت قوية بشكل لا يصدق وتأكد لي ذلك عندما أخبرتني أنها حامل من ابن خالتها و أنها لا تريد التخلي عن الطفل لمجرد أن الأب هرب من المسؤولية و غادر دون حتى كلمة وداع ...
لقد كان حديثنا ذلك اليوم من أغرب الأحاديث التي جرت فيما بيننا و أنا لا أزال أذكره حتى هذه اللحظة ... قالت لي أنها حامل و أنها لا تريد التخلي عن الطفل مهما كانت الأسباب و لكنها لا تريد لطفلها أن يأتي إلى الدنيا بدون أب.. كنت أوافقها الرأي و لكني صعقت حين طلبت مني أن أكون ذلك الأب للطفل القادم و لو بشكل صوري .... في تلك اللحظة ضحكت كما لم أضحك في حياتي أحسست أنني أعيش قصة من قصص عالم الأحلام و حاولت كثيراً أن أتمالك نفسي عن الضحك ... قلت لها لا بد أنك تمزحين فأنا لست الشخص المناسب أبدا لا من ناحية الموضوع و لا من ناحية الدين و لا من ناحية العمر و لا من أي ناحية أخرى لا أستطيع فأنا لست من تبحثين عنه ....
قالت لي جهز نفسك في أسرع وقت وأنا رتبت كل الموضوع ... في تلك اللحظة فقط توقفت عن الضحك و المزح ... كانت قد جهزت لكل شيء و كأنها لم ترد حتى سؤالي عن موافقتي .... بالطبع كنا أصدقاء مقربين جدا لكن أن نتزوج ، فهذا ما لم يخطر على بالي أبدا...
لا أدري الآن إذا كانت التفاصيل مهمة بالنسبة لما تم و جرى و لكني أعتقد أن أهم ما في الموضوع أنني وضعت في فوهة المدفع أمام أبيها من طرف ومن أمها في طرف أخر و قامت الدنيا ولم تقعد .. وكل ما كانت تردده دوماً هو: أصمد قليلاً و سوف تتغير الأمور .. ولماذا أصمد ما كان لي ولهذه المشاكل كلها و الحمد الله أنني أخفيت الموضوع عن عائلتي تماماُ فلم يكن ينقصني المزيد من المشاكل ....
و لكن الغريب دوماً في الموضوع أن مارينا كانت تعرف ما تفعله و كانت تملك ثقة غريبة بنفسها و لم تكن تتردد في التصرف ...
و فعلاً سارت الأمور كما كانت تقول فبعد قدوم ابنتي!!! كاتيا إلى الحياة تغيرت الأمور مع أهلها و أنصلحت الأحوال معهم و بعد فترة قصيرة أستغل الأب وجودي و قرر أن يوكل إلينا مهمة إعادة تأهيل فرع الشركة في بيروت التي بدأت فيها عمليات إعادة البناء ... و هكذا تركت عملي في مجال البرمجة التي أتقنها و انتقلت لأعمل في مجال العلاقات التجارية والسمسرة في بيروت وهو عمل لا أجيده و لا يناسب طبيعتي و لكني كنت أتصرف كالواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي ، هي تقول وأنا أنفذ ... و كلما كنت أعترض كانت تقول لي "و لا يهمك أنت خليك معي وما راح تخسر "، و بالفعل من الناحية المادية كانت المكاسب أكثر من الخيال بالنسبة لي ...
و لكني بدأت أصحو يوماً بعد يوم من الحلم الذي أعيشه ، فالعمل هناك كان يعتمد على الكثير من الأشياء التي كانت تثير اشمئزازي و قرفي و كنت بدأت أكره الاستمرار في ذلك العمل أما هي فقد ناسب العمل شخصيتها و طبيعتها و بدأت تزداد أعمالها و تصبح أكثر انشغالا و لم تعد تهتم بابنتها وأصبحت مهمة الاعتناء بالطفلة ملقاة على عاتقي كليلاً ...
و لما أخبرتها بذلك لم تتردد في القول: "بصراحة أنت صار لازم ترجع إلى الشام و يا ريت تأخذ كاتيا معك لأنني لا أستطيع أن اعتني بها كما تفعل أنت.." .. و بالفعل لم أتردد في العودة إلى دمشق و معي طفلتي التي كانت بدأت تكبر و تنطق بأولى كلماتها ..
وأحسست بأنني حر من جديد... عدت إلى أعمالي التي تعودت عليها رغم المال الوفير و الذي حاولت أن أبتعد عنه لأنني شعرت أن هذا المال ليس مالي و هي سرعان ما طلبت مني أن أخذ جزء منه كمصروف للطفلة و أحول لها ما تبقى و لكني حولته كله لها ...
و كنت قد وجدت مربية و هي امرأة عجوز لتجلس مع الطفلة لأنه لم يكن هناك من يستطيع الاعتناء بها طوال النهار و لكني كنت أزورها في المساء و أجلس معها لقد أحببت الطفلة الصغيرة كثيراً و هكذا عدت إلى حياتي العادية و كانت تلك الطفلة الصغيرة تزين حياتي و تبث فيها السعادة ...
بينما كانت علاقتي بمارينا تزداد سوءاً و لا أدري لما كانت تفعل ما تفعله ، أحياناً كنت أقول أنها تريد الانتقام من أبيها و أمها و أحياناً كنت أقول أنها تنتقم من أبن خالتها الذي تخلى عنها و هي حامل و أحياناً كنت أقول ما الذنب الذي اقترفته كاتيا الطفلة الصغيرة لكي تعيش مأساة أهلها كلها مجتمعة ....
كانت مارينا تخطط للسيطرة على فرع الشركة في بيروت و فصله بشكل كامل عن أبيها .... الذي أدرك مخططاتها ...... و لا أستطيع أن أروي ما جرى فأنا كنت بعيداً تماماً عن كل ذلك و كل همي كان إبعاد الطفلة الصغيرة عما يجري بينهم ...
و لكن مع الأيام خسرت مارينا الكثير من الأموال و الأعمال و دخلت في متاهات لم تكن تستطيع لوحدها الخروج منها وزادت خسائرها بعد أن أصبح أبوها هو خصمها الأول ...
و هكذا حتى جاءت الى دمشق في يوم من الأيام و قالت لي بطريقتها المعتادة : "قررت ترك كل شيء و البقاء مع ابنتي إلى جانبي هذه المرة " ... كان ما بيننا قد انتهى تماماً سوى ما كان يربطني بابنتي الصغيرة التي أحببتها كثيراً ولم أعد أستطيع العيش بدونها و لذلك كنا نلتقي بين الفترة و الأخرى وعدنا نذهب إلى حفلات الموسيقا ثانية و إلى المسارح و المطاعم ،
و استمرت الأحوال على هذا المنوال حتى جاء يوم قررت مارينا فيه الارتباط بشاب لبناني يعيش في كندا و سافرت معه وأخذت ابنتها معها و لا أريد أن أتحدث عما جرى بعد ذلك فليس لي علاقة به لا من قريب و لا من بعيد و لكن الشيء الوحيد الذي جرى بعد ذلك هو أنني أعلنت أسم الأب الحقيقي للطفلة كاتيا، وكشفت الموضوع من أوله لأنني أحسست أن من واجبي أن لا أخفي هذه الحقيقة و خاصة عن كاتيا نفسها......... ..

صديقتي... لا أدري إذا كانت الخطوط العامة التي رويتها لك دون ذكر التفاصيل كافية لفهم كل هذه الأشياء الغريبة التي حدثت في حياتي و لكني أردت أن أقول أن الدنيا تحمل من الغرائب لنا أكثر مما نتصور و ما علينا سوى أن نقبلها كما هي و لا نسعى إلى تفسيرها و تحليلها لأنها أغرب من أن نفهمها .... و الحياة ستستمر مهما حاولنا أن نفعل تجاهها ... صديقك سمير ( لا زلت أحمل هذا الاسم و أستخدمه كثيراً (...