Monday, October 24, 2005

درب العودة



قال
"اصعدي إلى سمائي"

لم أدرك
كم هو قاس
درب العودة

..... أميرة





لم يكن من السهل العودة الى ذلك الشارع الذي كانت قد دفنت فيه بعض ذكرياتها، كانت تسير ببطئ علّها تغير من جهتها في لحظة ما وتتجاوزه ولكن الشوق هو ما كان يشدها نحوه، فتعاود الأسراع بخطواتها، كانت تسير مستدركة الطريق بذاكرتها، فهي لم تعد تعرف هذه الشوارع التي تغيرت ملامحها كثيرا، ولم تعد نقاط العلام التي حفظتها موجودة على جوانب الطرقات، اين ذهبت مكتبة الفرسان، ألم تكن على زواية هذا الشارع، لم تستغرب اختفاء المكتبة بقدر استغرابها لتلك الأبتسامة العريضة التي غيرت ملامحها الجدية لإدراكها إنه من الصعب هذه الايام تحديد الطريق بمحل شاورما كما كان في زمانها، فهاهي محلات الشاورما تملئ الشوارع وكلها متشابهة، وسرعان ما أختفت الابتسامة مع ملاحظتها لذلك العدد الكبير من محلات الشاورما المتشابهة، هل هذا ما يسمونه الأمن الغذائي في هذه الأيام!!!
أغمضت عينيها للحظات محاولة طرد كل هذه الأفكار من رأسها، فهي لاتريد ان تفكر بكل هذا الأن، كل ماتوده هو الوصول الى ذلك الشارع الذي اصبح اكثر قرباً مع كل خطوة تخطوها نحوه، كانت تعرف تلك الرائحة التي بدأت تزداد مع أقترابها، رائحة تلك البيوت القديمة التي لا تزال تنخر ذاكرتها وتعيد لها ذكرى كل رعشات جسدها التي تفجرت بين ذراعيه، من كان يقول ان هذه الرائحة العفنة للبيوت القديمة تحمل بين ثناياها ذكرى لحظات سعيدة عاشتها بين جدرانها،
الألفة سر من اسرار هذه الشوارع القديمة، فهي ما زالت تألف هذه البيوت أكثر من أي مكان اخر في العالم ذهبت إليه،
لم تكن تشعر بالرهبة وهي تطرق على الباب، كانت تطرقه وكأنها قد غادرته قبل ساعة من الزمن، وحده عندما فتح لها الباب بلون الشعر الأبيض لحاجبيه المعقودين ذكرها بطول السنوات التي غابتها عن هذا البيت،

قد يتبع ....

2 comments:

مترجم سوري said...

nice one wallah

خجل said...

كتير مهضومه ..ذكرتني بشي مكان ب دبي ..لكن ما بعرف ليه الفعل الماضي لما تكرر في ها التدوينه حسيت مدايقه..عن جد كنت عم هرب منه بأي شكل ..لكنها حلوه