Saturday, November 19, 2005

بريخت، يرد على تساؤلات

أًضحك كثيراًَ كلما عدت بعد فترة غياب لمدونتي وأجد بأنتظاري تلك العبارة "سأعود لأكمل لكم…"!! وكأني كنت أخبر اني سأغيب لفترة ليست قصيرة، أو كأني كنت ابحث عن مخرج لأتهرب من العودة للكتابة، ليس من السهل ابدا التحدث بكل شي، كيف أتحدث عن اشياء هي بلحظة ما تشكل جزء من حياتي دون أن أعرض هذا الجزء لنور الشمس ، ففي كل يوم يزداد الذين يقرأون هذه المدونة والكثيرمنهم يعرفوني في الحياة الواقعية، بالطبع أنا لا أخاف من الكتابة، ولكنه شعور غريب عندما اكتب وانا اعرف ان هناك من سيقرأ وهو يعرف من يكون الأيرون ماسك، يعرف خالد بلحمه وشحمه، فكرت طويلا في بدأ مدونة جديدة لا تحمل اسمي، لعلي استطيع ان أعود للكتابة بدون تفكير او أنتقاء للمواضيع، كل هذا يقودني للسؤال "لما أنا هنا؟" "ما الذي أريده من كل هذه الكتابة؟" اعرف ان معظم الذين يكتبون في مدوناتهم يسألون انفسهم هذا السؤال كثيراً والكثير منهم توقف عن الكتابة او قام بإلغاء مدونة كان قد بدأها، أو بتر مدونته وتوقف عن الكتابة بها، ما اشبه المدونين بالطيور المهاجرة، فما أن تعتاد اعشاشها حتى يحين موعد الهجرة من جديد، إلى أين نحن مهاجرين في هذا العالم الذي لا مكان فيه لعش يحمي من برد او يقي من جوع،ويبدو أن كل الأمكنة في هذا العالم تحمل اسئلة لا أجابات لها، ولا مكان يحمل في طياته معالم الاستقرار،
كل هذا يعيدني لبريخت ولتلك القصيدة التي لا تبارح مكانها في اول صفحة من دفاتري ومنذ زمن طويل، تلك القصيدة التي ارسلها بريخت لصديقته البولونية بعد أن أشتعلت نار الحرب العالمية بين بلديهما:

الأسئلة هي كل ما يمكنني أن أمنحك،
وأقبل بكل الاجابات ..

فليس بيدي ان أطعمك لو كنت جائعة،
أو أن احميك وأنتي خائفة..

يبدو كأنني لست موجود في هذا العالم ...


لن اعلق كثيرا على تلك القصيدة، ولكن تزداد أسئلتي سؤالاً في هذا اليوم، هل تغير ذلك الزمن الذي عاش فيه بريخت، هل تغير لدرجة يمكن فيها البحث عن قصيدة شعر اكثر فرحاً تناسب هذا الزمن على فرض انه اصبح زمن افضل من زمن الحرب العالمية، أم هل بقي بريخت بقصيدته يمثل جواباً لهذا العالم الذي لما يعد من الممكن البحث فيه عن أماكن تقدر على حماية اعشاش قد نرغب ببنائها لنرتاح قليلا من تعب السفر والغربة التي طالت أكثر مما يحتمل …


حـلـــــم




2 comments:

Ahmed Shokeir said...

عندما يكتب الإنسان مايريد بدون أى تحفظات يستريح .. خصوصا وان من يقرأ تدويناته أشخاص يعيش معهم تخيليا فقط

عندما يكتشف الشخص أن هناك من العالم الحقيقى من يتابعه .. تختلف اللغة ويختلف التعبير وتضيع الحرية

sydalany-وش مكرمش said...

حمد الله على السلامة

ملحوظة:الرسمة اللي تحت الموضوع حلوة جدا