سـأكتب لكم عن سارة، سارة الطفلة الصغيرة، أذكرها جالسة بالمقعد الخلفي للسيارة، تنطق بكلمات فرنسية لا أفهمها ولكني عرفت أنها كلمات رزيلة لأن والدتها التي كانت تقود السيارة كانت تنهيها عن لفظ تلك الكلمات ولكن دون أن تحيد نظرها عن الطريق الممتد أمامها والمليء بالسيارات التي ينطلق من ألسنة سائقيها أوسخ الكلمات التي يمكن لطفل أن يسمعها بحياته، سارة الطفلة التي تحمل اسم تلك الجارة الباريسية الجميلة التي لم تخفي الأم رغبتها بأن تصبح أبنتها يوماً بجمال تلك المرأة، كما لم تخفي تلك القصة التي تقبع خلف عودتهم من مدينة النور إلى مدينتنا المنزوية على نفسها،
"لو كانت سارة قد ولدت صبياً لما كنا فكرنا بالعودة"، قالتها دون أن تنظر إليّ ولم تنتبه للأنزعاج البادي على ملامح وجهي، كيف لا أنزعج وأنا أذكر سارة الطفلة التي كانت تبكي لأن شعرها القصير لا يتدلى على كتفيها مثل شعر الجارة سارة، سارة التي ترفض أن تذهب للمدرسة دون أن تزين الازهار كل ملابسها وأشيائها،
"لو كانت سارة قد ولدت صبياً لما كنا فكرنا بالعودة" كلمات لا تذهب من ذاكرتي، ولا أتمنى وبعد كل تلك السنين أن ألتقي بسارة، ولا أحب أن أرى تلك النظرة على وجه صبية أسمها سارة تختفي ملامح جمالها وشعرها تحت حجاب خطط له منذ لحظة ولادتها، بعد ان أنتزعوها من تحت نور مدينة باريس ومن جانب جارة جميلة اسمها سارة لتعود إلى مدينة لا تعرف أنها مدينة يغلب فيها الادعاء على مافيها من الاخلاق.
1 comment:
Mnen jebet hal soura?:D
Post a Comment