Saturday, June 17, 2006

"Give thy thoughts no tongue" shakespeare ..

مع الوقت ازداد التشابه بيني وبين هذه المدونة، فهي لا تحمل طابع ما، ليست مدونة شخصية وليست مدونة صحفية وليست أي شيء أخر، انها صورة من هنا واغنية من هناك، كلمات من هذا الكتاب ومقتطفات من كتب نسيت اسمائها، وبعض الاشعار أحيانا بالعربية واحياناً بلغات أخرى، نعم تشبهني كثيرا هذه المدونة، تشبه حياتي التي تبدو وكأنها صورة عن مجلة أو نسخة عن بث لإذاعة ما، كل مايميزها هو فقدان الهدف، وفقدان الرقابة بما فيها الرقابة الذاتية،
الكتابة هي تلك العادة الفوضوية التي ماتزال تعصف برأسي منذ تلك الايام القديمة في المدرسة حين كنت اكتب لأصدقائي رسائل العشق المليئة بالمشاعر وكلمات الحب والغزل ليكسبو بها ود ابنة الجيران او مجرد فتاة في الشارع، كتبت كثيراً لأصدقائي في تلك الايام ولكن لم يعبر في خاطري أن أكتب رسالة لصالحي ولا أستغرب ذلك فأنا وبعد كل تلك السنين لا زلت امارس فعل الكتابة بدون هدف كما كنت أفعل على زوايا كتب المدرسة والتي شكلت أكبر مدونة لي في حياتي، كل الكتب التي تمر تحت يدي لابد أن تمتلىء بالعبارات والحكم والمقولات المأثورة، أشعار غريبة، أمثال وحكم لا معنى لها تقريبـا، والكثير من السريالية التي كنت اعشقها في تلك الايام وكنت اعمل على دمجها مع التكعيبية في صنع صور غريبة لا تمت للمدرستين بأي صلة، التجربة هي كل ماكنت أفعل، لم أمّل التجارب أبداً، لم أكن أعرف غرابة ما أكتبه في تلك الفترة، حتى رأيت النظرة في عيني ابنة الجيران التي ساقها حظها السيء لشراء كتبي المستعملة من أحدى المكتبات التي كنت أستبدل لديهم وعند نهاية كل عام دراسي الكتب القديمة بكتب السنة التي بعدها، نعم كانت تلك سنة طويلة من النظرات التي كانت ترمقني بها تلك الفتاة كلما رأتني بالشارع دون أن أعرف السبب، حتى وصلني الخبر أخيرا عن طريق احد الاصدقاء، يومها شعرت بشيء غريب وبدأت أتجنب رؤيتها بالشارع، لم أكن أحب النظرات الغريبة، ولكن مع الزمن تعلمت كيف أكون نفسي بدون أن أهتم لرأي الأخرين، كيف أكتب بدون أن أنتظر ردود الأفعال.
الكتابة عندي هي صوت الافكار، هي هواجسي التي ارسمها بالحروف، تجارب أبحث بها عبثية الاشياء.
ضارباً بعرض الحائط حكمة شكسبير حين يقول "لا تدع لأفكارك لساناً"

ـــــ

2 comments:

alienation said...

ذكرتني بالسبب الذي يجعلني أحرم إعارة بعض كتبي تحريما قاطعا, بالنسبة لي؛ شعور مزعج أن أكتشف من أحدهم, خاصة من لم أمنحه مفاتيح اكتشاف ما تيسر لي اكتشافه
أن تكون أنت نقسك , كما تشاء ,غير عابئ بالآخرين خطوة جبارة أهنئك على خطوها,
عقبال عندي يا رب

حالة طواريء said...

نعم مدوناتنا هي الجزء الانقى من وجوهنا هنا تسقط الاقنعة و يعرف الانسان العربي معنى الا يمارس رقابة ذاتية على نفسه
وجه من وجوه هذا الوهم الذي اسمه حرية
شو بدك بشكسبير و دع لافكارك لسانا