منذ بدأت الكتابة في هذا البلوج وانا أكتب عن المدن التي أحبها، والمدن التي لا أحبها، اتحدث عن مدن زرتها ومدن أتمنى زيارتها، كتبت عن كل تلك المدن في ذاكرتي وحدها مدينتي التي جئت منها لم تمر في هذه الصفحات، لم أتسائل قبلاً عن سبب ذلك، فليس لدي في تلك المدينة اية ذكريات، وليس هناك ما يربطني بأهلها، يبدو وكأني لا أحمل أي أنتماء لتلك المدينة، فأنا لم اولد في تلك المدينة ولم اعش فيها، لا أعرف شوارعها ولا أعرف لتلك الشوارع أسماء ، حتى أني لا اجيد التحدث بتلك اللكنة المبتذلة التي يتكلمون بها، في أخر زيارة لي لتلك المدينة كانت حادثة القتل لتلك الفتاة من قبل ابوها واخوتها بسبب زواجها من شاب صديقها في الجامعة لا ينتمي لطائفتها، كانت التفاصيل تطلق القشعريرة في بدني وتحملني على الأستفراغ، احسست أني لن اعود إلى تلك المدينة التي يقتل اهلها ابنائهم، لن أعود لأسمع قصص يفتخر بها القتلة بجريمتهم، ويقيمون الأفراح على جنازاتهم،
لما أخترت اليوم الكتابة عن كل ذلك، لأني اليوم قرأت خبراُ يتحدث عن تلك المدينة واهلها، وما يواجهونه من مأزق بين الولاء للوطن والولاء للطائفة، فهم طائفين إلى أخر الحدود، ووطنيون إلى أخر الحدود، ولا يدركون أن الطائفة والوطن، ضدان لا يجتمعان، فأما الطائفة وإما الوطن، عليهم أن يختاروا، أعلم أنه لن يصعب عليهم الخيار، فهم سيجدون تلك المعادلة التي توحي لهم بالحل الذي يتحايلون به على انفسهم وعلى الوطن، سيختارون من طائفتهم مسوغات القتل لمن يخرج عن الطائفة وقوانينها، وسيختارون الولاء للوطن،
نعم انا لست من مدينة تقتل أبنائها ممن يتزوج من أبناء وطنها من خارج طائفتهم ثم يعلنون ولائهم لهذا الوطن، لا استطيع أن أعيش تناقض هذه الثنائية التي لا تعاش،
كل ما تبقى لي من تلك المدينة صور لجبالها التي وهبها الله لهم سقوها بدماء الشهداء يوما و بدماء الاستعمار يوماً، وهاهم يوم بعد أخر يسقونها بدماء بناتهم المذبوحة على أيديهم كما يذبحون النعاج،
وبعد كل مارويت لكم لا تسألوني عن سبب تجاهلي لتلك المدينة وعن أعجابي بألمانيا!!ـ
لما أخترت اليوم الكتابة عن كل ذلك، لأني اليوم قرأت خبراُ يتحدث عن تلك المدينة واهلها، وما يواجهونه من مأزق بين الولاء للوطن والولاء للطائفة، فهم طائفين إلى أخر الحدود، ووطنيون إلى أخر الحدود، ولا يدركون أن الطائفة والوطن، ضدان لا يجتمعان، فأما الطائفة وإما الوطن، عليهم أن يختاروا، أعلم أنه لن يصعب عليهم الخيار، فهم سيجدون تلك المعادلة التي توحي لهم بالحل الذي يتحايلون به على انفسهم وعلى الوطن، سيختارون من طائفتهم مسوغات القتل لمن يخرج عن الطائفة وقوانينها، وسيختارون الولاء للوطن،
نعم انا لست من مدينة تقتل أبنائها ممن يتزوج من أبناء وطنها من خارج طائفتهم ثم يعلنون ولائهم لهذا الوطن، لا استطيع أن أعيش تناقض هذه الثنائية التي لا تعاش،
كل ما تبقى لي من تلك المدينة صور لجبالها التي وهبها الله لهم سقوها بدماء الشهداء يوما و بدماء الاستعمار يوماً، وهاهم يوم بعد أخر يسقونها بدماء بناتهم المذبوحة على أيديهم كما يذبحون النعاج،
وبعد كل مارويت لكم لا تسألوني عن سبب تجاهلي لتلك المدينة وعن أعجابي بألمانيا!!ـ
1 comment:
ليس هناك ازدواجية حقيقية يا عزيزي لأننا لا نزال طوائف ولم نبلغ فعليا درجة المواطنين فعلا
Post a Comment