Sunday, May 13, 2007

في البحث عن المفتاح ( 1 من لانهاية) ـ

اذكر في زمن ليس ببعيد قرار كنت قد أخذته بأن أنتقل للكتابة عن مواضيع ذات بعد انساني بالأضافة لما كنت أكتبه من يوميات وأشياء شخصية، وكانت فكرة الدفاع عن حقوق المرأة في ذلك الوقت تأخذ الكثير من تفكيري وكنت أفكر بطريقة للمساهمة بشيء ولو قليل للجهد الذي كان يبذله الكثير من أصدقائي في ذلك الاتجاه، محاولاتي في ذلك الوقت كانت مجرد محاولات لم ترق للمستوى الذي ارضى عنه، كانت الأسباب كثيرة ومن خلال تلك المحاولات تبين لي أن الطريق إلى حقوق المرأة هو طريق مليء بالكثير الكثير من القضايا الأخرى الاساسية التي تمنع من التوصل لتلك الحقوق، لم يكن لدي ادنى شك من ضرورة التخلص من القيود كافة والبدء بالتخلص من الموروث الاجتماعي والديني، للوصول إلى مبدأ الحرية الأساسي في الحياة ومنه تنطلق ساحة الحوار للدفاع عن حرية المرأة، لا أريد القول ان حرية المرأة هي نتيجة للحريات الأخرى في المجتمع، بالعكس حرية المرأة هو جزء أساسي ومهم لتحرر المجمتع تحرراً كاملاً، وهو مايعني العودة إلى جدلية من أين نبدأ، هذه الجدلية التي تقود عادة إلى حلقة مفرغة أعجز امامها عن محاولة الاستمرار بهذه الطريق العبثية،

ما الذي يعيدني لهذا الحديث الأن؟؟ الموقف القائم حاليا أمامي يؤدي إلى سؤال يعيد نفسه بعد أن أقف أمام هذا المجتمع من جديد طالباً منه أن يعيد حساباته، ليس من أجل حقوق المرأة عامة، ولكن أطالب بحقوق المرأة التي أحب، لست أفكر من جديد بالبحث عن طريقة تتحرر به المرأة في مجتمعنا، لكن كيف أطالب بحرية أمرأة واحدة من بين ملايين النساء؟؟؟!!! هل تحصل أمرأة واحدة على حريتها لأن أحداً ما يطالب بمنحها تلك الحرية؟؟ جدلية ثانية اقف أمامها من جديد!!!!

آمنت لسنين عدة بالخلاص الفردي في مجتمعات تشبه مجتمعاتنا، لم يكن لدي أدنى شك بالخلاص الفردي كحل نهائي لقضايا مرتبطة ارتباطاًً كاملاً بمجتمع محكوم بالقيود والممنوعات والمحضورات، كيف تنقذ نفسك؟؟ خلص نفسك كفرد، طريقة واضحة وممكن العمل على تحقيقها، الخلاص الفردي حل قابل للتنفيذ في حال تمكن الفرد من إمتلاك الدافع الشخصي، الخلاص كحل هو طريقة يتبعها كل من سار في درب الأغتراب، الإغتراب بنوعيه الناتجين عن غربة الوطن الناتجة عن الهجرة، أو غربة المجتمع، وهي الغربة الناتجة عن التوسع في المعرفة والثقافة المؤدي إلى الأبتعاد عن المجتمع المستمر في تعاطي الحياة كثوابت ساكنة غير قابلة للتطور مع التطور العالمي وترفض فكرة الأخر القادر على تحسين مقدرة الأنسان على التحكم بمحيطه للوصول إلى موضع متقدم في الحصول على مقومات الحياة المتوفرة في العالم الكوني المترامي من حوله،

مازالت أتحدث في متاهة التساؤلات غير قادر على الوصول إلى مفتاح محدد لقضية حرية المرأة عامة، وحرية الانسانة التي أحب على وجه الخصوص، الأجابة على هذه التساؤلات يتطلب الخوض في مغامرة التجربة، هل أملك كأنسان مفاتيح الخوض في التجربة عندما تتعلق القضية بالحرية عامة، وهل أملك مفاتيح الخوض بالتجربة في حال كانت على ارتباط بالأنسانة التي أحب، هل أملك أن أتوقف عن المحاولة وبالتفكير بالطريقة الممكنة التي أملك تجاه القضية، هل يستطيع كل منا أن يعمل بالطريقة التي يعتقد أنها الافضل في حال كان الحل يتطلب عملاً مشتركاً، متاهة جديدة من التساؤلات، وانتظار جديد للخروج من دوامة لاتنتهي،

يتبع ....

No comments: