جلست امام التلفزين مقلباً بين المحطات داعياً الله ان لاتمر أصالة نصري في إحداها حتى لا يصيبني صوتها المصرصر الحاد برعشة في جسدي قد لا أشفى منها بسهولة، اتوقف عند احد التقارير الذي يتحدث عن وفاة آنا نيكول سميث البارحة في احدى الاوتيلات، لا أدري لما تتجول الافكار براسي بطريقة لاتتناسب مع خبر وفاتها، على مايبدو ان الصور التي يمتلئ بها رأسي عنها لا يمكن لها بسهولة ان تبتعد فاسحة المجال لجلالة الموت أن يفرض نفسه، اضحكتني عبارة المذيع حين سأل:"لمّ نحن نحب آنا نيكول سميث؟"، لما يخطر ببالي جواب اخر سوى كونها نجمة البلاي بوي الاشهر، حاول المذيع أن يعيدني إلى جو الموت متحدثاً عن حادثة وفاة ابنها ذي العشرين عاما، قبل اشهر، لكن لم يكن للموت حظاً في دفن صور آنا الشقراء من ذهني، وحده الحديث عن زوجها الأول ملياردير النفط الذي يكبرها ب 63 عاما صنع ضبابا في مخيلتي، اغير المحطة بسرعة، لا أريد أن أعرف المزيد، لقد ماتت نجمة البرامج الواقعية وانتهى الأمر، أتوقف عند احدى المحطات الاخبارية، يناقش المذيع قضية أختيار الوزراء في احدى الدول العربية وعن عامل الولاء كعامل اساسي للترشيح وأعتبار الكفاءة عاملاً ثانياً، تعود صور آنا نيكول سميث لمخيلتي من جديد، لا أفهم الارتباط بين هذه الصور وقضية اختيار هؤلاء الوزراء، تترافق صورة آنا نيكول بصور أخرى، اتذكر قضايا الفساد التي سببتها أنا نيكول سميث قبل فترة حين قررت انجاب طفلتها في الباهاما، والأحراج السياسي الكبير الذي وقعت به حكومة الباهاما بسبب التنازلات التي قدمها وزرائها لتلك النجمة الشقراء، اردت أن أغير المحطة ثانية، لكن شعورأ خالجني بأن أصالة نصري تغني على المحطة التالية، قررت تجنب تلك المأساة الناطقة وضغطت زر الأغلاق، ساد الصمت لبرهة، سألت نفسي /ماذا لو لم تكن اصالة نصري على المحطة التالية؟؟/ لم أفكر طويلاً بالأمر وفتحت جهاز الكمبيوتر، وبحثت عن لعبة التاتريز وبسرعة بدأت المكعبات المتساقطة تتحرك بطريقة تتساقط معها الأفكار بعيدا عني...
1 comment:
صوت مصرصر.. أعتقد أنه الوصف الذي كنت أبحث عنه لوصف صوت أصالة
Post a Comment