Wednesday, February 28, 2007

سيارة الشام في ساحة المرجة

قبل أيام وقفت في منتصف ساحة المرجة باحثا عن سيارة اجرة تقلني، ورغم ان الساعة كانت قد تجاوزت الرابعة مساءاً لكني بقيت اكثر من نصف ساعة منتظرا اي سائق تكسي يترأف بحالتي ويحملني على ظهر دابته بعيدا عن تلك الساحة التي ارتبط اسمها بمشانق الخونة والمجرمين ومن بعدها اصبحت رمزاً للدعارة الرخيصة، حتى جاء يوم تحولت فيه لمكان يملأه رجالات بعمائم ونساء بملائات سوداء يتنقلن بينها وبين مقام السيدة زينب ليل نهار، في طلب رضا الله ولقاء وجه الصبوح، وها أنا اقف الأن بمنتصف تلك الساحة انتظر تاكسي، لكن كيف لي أن أحظى بها والساحة يملأها المنافسين بعمائمهم ونسائهم المدثرات بالسواد من طرف وعلى الطرف الأخر بدأت تتمايل نساء بملابس أكثر إثارة من عارضات هوليوود، وأنا هناك بين أمل الحصول على التكسي وألم الجوع الذي بدأ ينخر معدتي، أمشي بعيداً لاعنا الساعة التي قررت فيها شراء سيارة دفعت فيها كل ما أملك ولكني لا أستطيع ان استقلها بوسط البلد لتعذر وجود مكان لأركنها فيه، ورغم أمتلاكي للسيارة فأنا مضطر لأقف في منافسة رجال العمائم والرقاصات في ساحة المرجة على الحصول على تاكسي،
أنطلقت بعيدا عن تلك الساحة وأنا أفكر كيف سيكون الوضع الأن بعد الاستعدادات القادمة في استقبال السيارة التي طال انتظارها، يقولون ان اسمها سيكون شام، وارجو من الله ان تكون سيارة الشام بحال أفضل من حال الشام بهذه الايام التي جفت بها مياه بردى وجفت معه مياه عين الفيجة وأمتلأت شوارعها بالزحمة والتلوث، وتباركت بالحفريات المنتشرة على طول الطرقات وعرضها،
سيارة الشام، أخيرا على الطريق قادمة، فـأفسحو المجال أيتها الشركات الاوربية العريقة في مجال تصنيع السيارات، سيارة الشام قادمة بسعرها الذي يفوق اسعاركم، فمن أنت لتحلمون بيوم افضل لكم في بلدنا من أنتم حتى تخافون من منافستكم الجديدة، نامو مطمنئي البال، سيارة الشام ليست منافستكم بالسعر، انها منافستكم لأنها صنع يدنا، ونحن اناس نحب ماتصنع ايدينا، نفضل صنع البلد حتى لو زاد سعره على افضل المنتجات في العالم، نحن خضنا حروباً لنمنع الاستغلال والاحتكار الغربي لشعبنا المسكين، فأذهبو بسياراتكم المتقنة الصنع وبيعوها في أزقة فالنسيا المائية، ليس لكم مكان للمنافسة هنا، فشوارعنا تشتاق لسيارات من صنع يدنا،

No comments: