تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وانا بحاجة لساعات من النوم، لكني مازلت أنتقل بين ارجاء المنزل دون أن أعرف عن ماذا أبحث، كل شي خارج عن المعرفة عندي اليوم، لايبدو أنني أجد الاجابات بسهولة لما أنا فيه، فقد تاهت من حولي الاشياء، أردد مقطعاً من أغنية "فات الميعاد" لأم كلثوم: "عاوزنا نرجع زي زمان، قول للزمان ارجع يازمان"، اكرره مرة بعد مرة، وأنا أشعر بالزمن يعود بي للوراء، يعود بي لأيام الطفولة، للعب في الشارع، الركض على طريق المدرسة، أتذكر كل تلك الشقاوات التي غابت عن ذاكرتي سابقاً، أتذكر أسطر رسالة كتبتها لصديقي كي يرسلها بأسمه لبنت الجيران، تمر الأيام الماضية أمامي في شريط واحد مكثفة كأنها لحظة ولادة الزمن من جديد، كل شي يعبر مسرعاً حاملاً معه ذكرى اللحظات التي عشتها فيما مضى، أتسائل عن سببب خروج كل تلك الذكريات إلى سطح ذاكرتي، من يوقظ بي كل تلك الذكريات، من يعيدني إلى الماضي ليطلقني في سهم المستقبل من جديد، أفكر بكل ماجرى اليوم، فلا أجد سوى صوت ضحكتك الذي أعلن اليوم تواجده في حياتي، أتوقف عن الحركة، أحاول استرجاع صوت تلك الضحكة، اتخيلها وكأني أسمعها منك ثانية، تعجز مخيلتي عن تخيل الضحكة، اعاود المحالة، وفي كل مرة تختلف الضحكة عن سابقتها، " ارجع يازمان" أرجع بي لأسمع تلك الضحكة ثانية، سأحفظها في هذه المرة، وإن لم ترجع يازمان، سيكون هناك ضحكة غداُ وبعد غد..
No comments:
Post a Comment