Wednesday, September 07, 2005

حزن وحلم

حزين انا، هذا الصباح اكثر من اي يوم مر في هذه الشهور القليلة، حزين لأني لا أملك سوى كلمات الاسف والآسى على كل ما جرى ويجري، هل انا جزء من هذا الذي يجري، هل انا ملام لأني اعيش في هذا المكان المليء بالظلم الذي يصل لحد الموت البارد، كيف لي ان اقنع نفسي ان وجودي في هذا المكان لايجعلني جزء مما حدث، لا لن يهم اي تبرير فما جرى ليس بالقليل ،

كلنا مدانون، مدانون، نحن الذين أغمضنا عيوننا ، نحن الذين لم نرد ان نسمع الحقيقة من فم اصحابها، نحن الذين لم نرد ان نعرف، لم نرد ان نسمع، لم نرد ان نتكلم،

كان الصباح اقرب الى الفجر عندما استيقظت اليوم على حلم مزعج، رأيت فيه كاتيا حزينة واجمة تصرخ بوجهي، كان صوتها يقوى ويزداد قوة مع كل كلمة تقولها، كانت نبرتها أعلى مما هو صوتها عادة في الحقيقة ذلك الصوت الناعم الهادئ الذي ينطق بلغة عربية مكسرة تختلط بها الكلمات الفرنسية،

كاتيا ،سيمر الزمن، ولعله سيشفي الجراح، فلا تضعيني معهم في خانة واحدة، قد اكون من هذا المكان، لكني لست منهم، سيكون هناك زمن تعرفين فيه اني كنت مجرد طفل عاش ايام القصف في عام 82، طفل هاله ما فعلته القنابل والصواريخ في تلك المدينة، تاركة حطام و حفراً عميقة في الأرض و في نفسه حفرت حفراً اكبر من ان ينساها، سيكون هناك يوم يا كاتيا احكي لك فيه عن عودتي في عام 86 لتلك المدينة لأشارك بزراعة شجر الكرز في جبالها، و هناك في بيروت كان لي في عام 93 ايام رفضت ان احمل فيها سلاحاً، لأنك كنتِ و امك جزء مني كما كنتما جزء من بيروت، سيأتي يوم يا كاتيا ونعود لنسير معاً في شوارع تلك المدينة كما مشينا عندما كنا نعلمك المشي و مشيتي اول خطواتك على شوارعها، سيكون لنا يوم هناك نعود لنزور فيه قبر امك الذي لم تدفن فيه، لكنه يحمل اسمها، امك التي كانت تعشق بيروت حد الجنون، حد انها قررت ان لن تعود إليها قبل ان تعود بيروت الجملية الى سابق عهدها، في ذلك اليوم الذي ماتت فيه ، بكيت كما لم ا بكي من قبل، بكيت حتى جفت دموعي، بكيت لأنها ماتت هناك بعيدة و وحيدة ، بعيدة عن مدينتها، بعيدة عن اهلها، وحدك يا كاتيا كنتي معها، وحدك انت شاهدت غربتها التي كنتم وكنت انا جزء من عذابها، فلا تضعيني معهم في نفس الخانة ياكاتيا .................

4 comments:

Eve said...

"حزين أنا"
هل "أنا" هنا هي "أنا" آيرونماسك؟
نصّ جميل وحزين، أتمنى أن تجد كاتيا نفسها يوماً.

IronMask said...

في هذا الكلام أنا هي انا خالد ، خالد الذي يقف وراء قناعه الحديدي ، لعله يستطيع انا يخفي حزنه ولكن الحزن اكبر و اعمق من ان تخفيه كل اقنعة العالم

شكرا ايف ، و انا اتمنى ايضا ان تعود كاتيا يوما لماضيها الجميل رغم كل ما فقدته من ذلك الماضي

Ahmed Shokeir said...

اتمنى ألا تكون صاحب قصه كاتيا.. فبالرغم من أن صاحبها يبدو فى قمه الشاعريه والرومانسيه وضحى كثيرا إلا أننى أجده سبب كل تلك الأمور فأنت تتسائل "هل أنا ملام لأنى أعيش فى هذا المكان الملئ بالظلم " نعم ملام
فأنت فى جميع مراحل قصه كاتيا كنت السبب بالسلبيه
بسلبيتك وافقت على الإرتباط حينما طلبت
وبسلبيتك إنتقلت إلى بلده أخرى حينما طلبت
وبسلبيتك تحملت خطأالاخرين عندما هربوا وإعترفت بالبنت حينما طلبت
وبسلبيتك حملت معك الإبنه وعدت بها ترعاها حينما طلبت
وبسلبيتك تركت لها البنت عندما تزوجت من أخر وسافرت بها حينما طلبت
وتتمنى أنت أن تكون البنت تعانى فجاءك هذا الحلم لترضى نفسك فى إنها تريدك وليس أنت الذى تريدها
أتمنى أن تكون القصه غير واقعيه بأى حال من الأحوال
لقد تم صياغتها بلغه مؤثرة جدا ولكن بطلها هو سبب كل الأحداث

IronMask said...

والله يا أحمد الكلام اللي انت قلته فيه كتير من الصحة و انا مش هربان من مسؤليتي تجاه ما حدث ، بس لاتنسى ان القصة جرت على مدار سنين و سنين و كانت مارينا مصابة بالسرطان و كانت تجري الامور بطريقة ليس من السهل السيطرة عليها

وانا كتبت متل ما انت شايف
"كلنا مدانون، مدانون، نحن الذين أغمضنا عيوننا ، نحن الذين لم نرد ان نسمع الحقيقة من فم اصحابها، نحن الذين لم نرد ان نعرف، لم نرد ان نسمع، لم نرد ان نتكلم،"


المشكلة الأن ، انه انا عم احكي عن وضع تاني ، يمكن مش كتير واضح بالموضوع ، بس هو قائم على انه الناس عمتحكم حكم مسبق على الاخرين و محكامتهم بناء على وجودهم في مكان معين ،


:)