Sunday, August 07, 2005

صدفة

هيّ الصدفة التي جمعتنا ذلك المساء، كان لقاؤنا قصيراً ، كنت أرغب في الحديث إليها و لكنها مضت مسرعة تاركة في ذاكرتي صورة يدها التي صافحت يدي ملتفة حولها بأصابعها الطويلة و الدقيقة، يدٌ ناعمة و قوية ، تركت بداخلي خليط من المشاعر التي لم تزل تخرج كلما صافحت أمرأة أخرى وكأني أجري مقارنة للأيدي كما في قصة سندريلا، هل سأجد فتاة لها مثل تلك اليد ؟
ربما وحدها الصدفة ستجمعنا مرة ثانية ،
ولكني أعلم أننا نطلق أسم الصدفة على الأشياء التي لا تتكرر .

اية قصة تلك التي تبدأ ولا تنتهي ، فلابد للقصص من نهايات، و كم تؤرقني تلك القصص التي لا نهاية لها ، وقد تثير جنوني أحياناً، فما أن تبدأ القصة فلا شيء يوقف أحداثها سوى النهاية، وما أهمية الأحداث بعد النهاية ؟

و لقصتي نهاية كانت في ذلك اليوم الذي كنت متوجهاً فيه لزيارة صديقي في محله للأنتيكات في التكية السلمانية وما إن عبرت مدخل السوق حتى لفت انتباهي فتاة تسير أمامي تاركة ورائها عبق يثير الذاكرة ، وكان شعرها الأسود يبدو كحلياً من شدة سواده المتلألئ تحت أشعة الشمس، وما إن بدأت دقات قلبي تتسارع حتي عرفت أنها فتاتي صاحبة اليد القوية الناعمة، أية صدفة قد جمعتنا ثانية ، سارعت الخطا لألحق بها و لكن دخولها الى نفس المكان الذي كنت أقصده جعل من قلبي يسارع من دقاته بطريقة أحسست به يريد الخروج من محله ، توقفت قليلاً ، لكن قلبي لم يتوقف عن الخفقان، حاولت أخذ نفس عميق ، سحبت أكبر كمية من الهواء تتسع لها رئتي ، ثم تابعت مسيري لأني لم أجرؤ على الدخول،

من قال أن الصدفة قد لا تتكرر.

No comments: