Sunday, August 07, 2005

مجرد تفاحة!

ما الذي تحمله في الحقيبة ؟"، كانت هذه هي أول عبارة قالتها لي عندما رأيتها في ذلك اليوم،
-"لا شيء مهم!! مجرد تفاحة!" أجبتها ببرودة أعصابي المعتادة!
ولكنها نظرت إليّ غير مصدقة! وأعادت السؤال ولكن أشد حدة من السابق:"ولكن الذي في الحقيبة يبدو أكبر من مجرد تفاحة! هل لي أن أعرف ماهو؟"
-"ما هذا الفضول الذي لديك؟ قلت لك لا شيء مهم، مجرد تفاحة كبيرة الحجم، لم لا تصدقيني؟"
-"تفاحة؟ هل تضحك علي من جديد؟ أنت تضع تفاحة في حقيبتك، وبهذا الحجم، لا يوجد تفاحة كبيرة بهذا الحجم!"
-"بالتأكيد هي تفاحة، لِمَ أكذب عليك بهذا الخصوص؟ ولكنها كبيرة، لهذا أهداني إياها أحد أصدقائي هذا الصباح، أرجوك توقفي الآن عن هذا الجدال وهيا بنا، أنا أكاد أموت من الجوع، ألا تودين تناول الغداء معي؟"

كنت أعتقد أن الموضوع سينتهي عند هذا الحد، ولكن ما إن جلسنا إلى الطاولة في المطعم، حتى أمسكت الحقيبة تريد أن تفتحها. فأمسكت الحقيبة بكلتا يدي مانعاً إياها من فتحها، ولكنها بالمقابل تمسكت أكثر بالحقيبة وسحبت جسمها الى الخلف لتزيد من قوة سحبها، وأخذت تشدها بكل قوتها. كان منظرها المستقتل لفتح الحقيبة قد حرك الشيطان في داخلي، وجعلني أترك الحقيبة بشكل مفاجئ تماما. شعرت بالزمن يتوقف في تلك الحظة، ولم أعرف كيف أرتدت الحقيبة باتجاهها بشكل سريع، سامحة لجسدها المتراجع إلى الخلف أن يلتف الى الوراء قالباً من تحته الكرسي، لتسقط متكومة على الأرض.
مرت لحظة كان خلالها كل من في المطعم قد توقف عن تناول طعامه وأخذ يحدق بنا. أسرعت إليها لأساعدها على النهوض، لكنها كانت أسرع مني، نظرت إلي بنظرة لم يكن قد سبق لي أن رأيتها في عينيها من قبل! كانت دموعها الحبيسة ترفض النزول، ولكني أحسست بجسدها المرتعش كله يريد البكاء! حملت أغراضها وغادرت المطعم. كنت لم أزل غير قادر على استيعاب ما حدث؛ كان لساني عاجزاً عن النطق، فجمعت أغراضي أيضاً وانطلقت بعيداً. كانت الحقيبة قد أثقلت كتفي وأتعبتني، ففتحتها وأخرجت التفاحة منها، ورميتها على جانب الطريق

No comments: