Tuesday, August 09, 2005

حب وعناد

نظر إليها وهي تراقب حركة يديه التي تمسك كأس الشاي الفارغة، أثاره الفضول في عينيها، فرفع الكأس وأخذ ينظر إليها من خلاله إلى وجهها الذي بدأ يحمر خجلاً، وسارعت لإخفائه بيديها،
- "
مالذي تفعله أيها المجنون، أعطني تلك الكأس، ألا تريد المزيد من الشاي؟"
- "
لا، أكتفيت من الشاي، لكني لم أكتفي من النظر الى وجهك!!"
- "
وما الذي ستراه لو نظرت إلي من خلال كأس فارغة؟؟؟"
- "
لا أدري، ربما أنا أبحث عن بعد أخر لوجهك، بعد لم أره من قبل، لكني أعلم بوجوده!"
- "
كفاك فلسفة!!!"
قالت له ذلك و قد أزداد وجهها أحمراراً!! وكان هو لا يزال يبرم الكأس بيديه،محاولاً النظر إليها بأكثر من زاوية!!!

- "
أرجوك، توقف الأن عن هذا اللعب!! أنا لا أملك الوقت لهذا الأن! أخبرني هل ستمر غداً لمرافقتي إلى المطار"
كانت كلمة مطار قد أيقظت احساسه بالوقت في تلك اللحظة، لكنه حاول ألا يظهر ذلك، بينما أستمر بالنظر من خلال تلك الكأس إلى وجهها الذي بدأ يظهر عليه القلق و الترقب،
- "
ومتى ستغادرين" تعمد أن يقول ذلك بطريقة لا مبالية
- "
في التاسعة صباحاً" قالتها محاولة مجاراة أسلوبه في اللامبالاة،
- "
لا أستطيع، أعذريني!" ولكنه لم يستطع أن يظهر لامبالاته هذه المرة، فحاول أن يخفي ذلك بطلب كأس أخر من الشاي،
- "
ماذا المزيد من الشاي؟ نعم يوجد!"
- "
حسناً، نصف الكأس فقط،أرجوك، لا تملئيه كله"
تنظرإليه مستغربة طلبه، تملئها الرغبة في مخالفته، فتملئ له الكأس كله، ناظرة إلى وجهه المستاء!!
- "
ماهذا، لم فعلت ذلك، ألم أقل لك نصفه فقط؟"
- "
يمكنك أن تشرب نصفه و تدع الباقي، لست مجبراً على شربه كاملاً!"
كانت تحاول أنت تظهر السخرية في ردها عليه، ولكنه حرمها ذلك الإحساس بجوابه:
- "
ولكن كيف لي أن أنظر إليك من خلال الكأس الأن و قد أمتلئ بالشاي، ليس سهلاً النظر من خلاله الأن"
- "
لا، لا يهم أن تنظر إلي من خلال الكأس، دعك الأن من كل هذا العبث!"
- "
وماذا سأفعل إذاً؟"
- "
ستأتي لمرافقتي غدا إلى المطار"
- "
لا، لن أفعل"
- "
كم أنت عنيد"
- "
لا أستغرب أن تقولي ذلك عني"
- "
نعم، أنت عنيد وعنادك هو الذي أوصلنا إلى هذه الحال"
- "
كما تودين، أنا ذاهب الأن، أراك بخير، إذا رجعتي ثانية!"
كانت السخرية قد وصلت إلى أوجها في جوابه ذلك، محاولا ً إخفاء كل ذلك الحزن الذي يملئ قلبه،
- "
ألا تريد توديعي ولو بقبلة؟"
- "
أسألي شفتاي، فهي من ستفعل وليس أنا"
- "
أعرف أن شفتيك لن تفعل، فهما عنيدتان مثلك"
- "
أتعلمين أن لشفتي حكمة يفتقدها قلبي، فهما ستقومان بالأبتسام بعد قليل، ولكن قلبي سيبقى غارقا في حزنه"
- "
سأدعو الله أن يشفيك من عنادك، وربما يشفى قلبك بعد ذلك من حزنه"
- "
كما تشائين، إلى القاء!!"
- "
إلى القاء!!"

No comments: