Tuesday, August 09, 2005

ليس لدي قلب

توقفي أرجوك عن سؤالي عن الوقت! ألا تملكين أية كلمة تقولينها غير السؤال عن الساعة، فهذه هي المرة العاشرة التي تسألين فيها عن الساعة منذ خمس دقائق، ألأ تدركين أن تساؤلاتك تمر أسرع من مرور الوقت نفسه؟
حسناً، كما تشائين، إن كنت لا تريدين الكلام، لكن أرجوك أوقفي حركة قدميك المتوترة، لا أستطيع الإمساك بكل الأشياء التي على الطاولة.. أخشى أن تسقط من شدة حركاتك. أخبريني أي شيطان يسكن بداخلك الآن و ينفث بكل هذه الزفرات المتطايرة مع دخان سيجارتك! لم لا تقولي لي، قولي أية كلمة تقودني الى معرفة سر هذا الغضب الذي تحملين! حسناً، إذا كنت لا تريدين الكلام فلا وجوب لبقائي، أنا ذاهب. أتعتقدين أنني لست جاداًً، لا، أنا ذاهب.
ماذا الآن؟ لا، أرجوك لاتبدئي بهذه الدموع! أرجوك توقفي، أنا لا أقوى على الصمود أمام هذا السيل من الدموع! لم تبكين الآن؟ هل أنت حزينة أم غاضبة؟ لا، توقفي أرجوك فدموعك تفقدني المقدرة على الفهم! ولكن من قال حتى إني أستطيع فهمك عندما تضحكين؟
آه، ما أشد شعوري بالغباء أمام كل هذه الحالات التي تصيبك، أعجبتك كلمة غبائي، حسناً.. وها أنت تبتسمين منها، عجبي! انظري كيف غيرت دموعك مسارها لتمر عبر أخاديد الابتسامة على وجهك. نعم، لا بد لي من الاعتراف بغبائي أمام كل هذه الحالات التي تصيبك! فأنا لا أقدر على فهم هذا الخليط من المشاعر!
لا، أرجوك لاتعودي لإشعال سيجارة أخرى، يكفيك تدخيناً، لقد أفرغت علبة السجائر، ما الذي ستفعلينه بعد ذلك؟ لن تجدي ما تدخنينه بعد الآن، و الليل لم يزل في بدايته!

أتدرين؟ لم يعد يهمني، لا أريد معرفة أي شيء. لا، لن تجعليني أشعر بالذنب بكل هذه الدموع التي تذرفينها! أوقفيها، فهي لن تفيد، أنا ذاهب الآن. سأذهب، فلا مقدرة لي على البقاء في هذا الصمت المغسول بالدموع والتوتر!
لم تنظرين إلي هكذا؟ انظري الى سيجارتك، ستحترق أصابعك إن لم ترمِها الآن! لا، لا تبحثي عن غيرها! ألم أخبرك أنها الأخيرة، وأنك لن تجدي ما تدخنينه بعدها؟
حسناً، هذا جيد، يبدو أن انتهاء السجائر أوقف دموعك. عجبي! أية صدمة تلك أن تنتهي السجائر لتوقف دموعك التي كنت أتوسل إليك مرات ومرات لتوقفيها دون أمل!
لم تسحبين غطاء الطاولة الآن؟ حاذري، ستسقطين كل تلك الأواني عنها! ألم تجدي منديلا أفضل منه؟! ولكن حسناً فعلت بمسح الدموع عن خديك.
ولكن لم ترتدين معطفك؟
الى أين أنت ذاهبة الآن؟ أتريدين أن أرافقك؟ لم لا؟
ماذا؟ النقود؟ حسناً، هاك المحفظة، خذي ما تشائين!
هل أنت متأكدة من أنك لاتودين أن أرافقك؟
حسنا، كما تشائين! رافقتك السلامة!

عماذا تتساءلون؟ لاتصدقوا ما ترونه على وجهي الآن. لا، بالتأكيد ليست دموعا. لا، صدقوني ليست دموعاً، إنها مجرد حبات عرق متساقطة.
صوتي؟ ما به صوتي؟ عن أية غصة تتسائلون؟ لا، لا، هذه ليست غصة، ليست سوى حشرجة، بسبب غمامة الدخان التي خلفتها وراءها كل تلك السجائر!
لا، لا تتساءلوا كثيرا، لا أملك جواباً. كل ما أريده الآن هو نوم عميق، علني أستيقظ بعده لأعلن أن هذا كله كان مجرد حلم. نعم، لا بد أن يكون مجرد حلم، فلا تصدقوا أن لي قلبا وأن لدي دموعا، أتعتقدون أن فتاة ما كانت تجلس هنا منذ قليل؟ لا، صدقوني، لا بد أنكم أنتم أيضا تحلمون!

No comments: