Tuesday, August 09, 2005

ماء وملح و ملابس داخلية

ماء وملح و ملابس داخلية



كان الوقت مبكرا جداً في ذلك الصباح حين أستيقظت على صوت طرقات قوية على الباب ،حاولت أن أفتح عينيّ لكن النعاس كان يرفض أن يدعهما لي فنهضت من سريري وأنا مغمض العينين وبدأت أتلمس الطريق بيدي فأنا لا أرى بدون نظارتي الطبية، فكيف أرى و أنا مغمض العينين!
يا إلهي !! من هو هذا المزعج الذي يطرق بابي في مثل هذه الساعة، كنت أحاول جاهداً الوصول الى الباب دون أن أتعثر بالأغراض المتناثرة في كل مكان، كانت لم تزل طرقات الباب مستمرة حتى فتحته كاملاً، و رأيتها أمام الباب ، ترتجف من البرد رغم تدثرها بمعطف شتوي وتلف حول رأسها شال من الصوف اليدوي الصنع، كانت رؤيتها واقفة أمام الباب كافية لنزع قناع النوم عن وجهي و أنفرجت عيني على أوسعهما لرؤيتها في هذا الصباح الباكر،

-
مالذي حصل مالذي أتى بك في هذا الوقت المبكر؟ بادرتها بالسؤال وأنا أشعر بسؤالي خال من أي اهتمام ، لا أدري لم أحسست أنه لا شيء مهم في تلك الزيارة المفاجئة، فعدت الى الداخل و لحقت بي ،

أقتربت منها بينما أضع نظارتي على عيوني و سألتها: "أين قبلة الصباح" فأبتعدت عني مسرعة الى الوراء و صرخت بي : " أبتعد عني سيفسد وضوئي بسببك، و ليس لدي متسع من الوقت ، أمسك هذا الكيس أريدك أن تخلع ملابسك الداخلية و تضعها فيه،"

لم أكن أعلم أن ملك النوم قد يهرب من بيتي في تلك اللحظة و يتركني مشدوها مثل أحمق يعجز عن مسح لعابه المتدلي من فمه،

-
أي مس قد أصابك أيتها الفتاة ؟عن أي ملابس تتحدثين و لما تريدينها ؟ ما هي قصتك أخبريني؟
- "
يالله ـ شو بتسأل أسئلة ما إلك فيها !! خلص أفعل ما أقوله لك بلا نقاش ، ,لا تنس أن تحضر معك أيضاً زجاجة ماء وبعض الملح "

لم أعرف أي دوار أصابني في تلك اللحظات ، نظرت حولي باحثاً عن كرسي أجلس عليه ، ولكني وجدت الأرض أقرب إلي من الكرسي ، فجلست على الأرض ولكني لم ارفع عيناي عنها ، كانت لاتزال تنظر إلي عاقدة الجبين ، مستغربة تلكأوي في تنفيذ ما طلبت مني، كنت أدركت لم تريد هذه الأغراض، كنت أريد أن أصرخ بكل قوتي و لكن على ما يبدو كانت قواي قد تلاشت، قلت لها :
-
لا تقولي لي أنك ذاهبة إلى قدسيا؟ ألم تعدينني أن لا تعاودي الذهاب إلى أم سعد ثانية، قولي لي ألم تعدينني؟
- "
نعم وعدتك، ولكني أريد الذهاب الأن، أنا بحاجة لأن أراها اليوم ، لقد شاهدت كابوساً ، أريدها أن تفسره لي!!! وبالمرة سأخذ معي بعض ملابسنا لتقرأ لنا عليها بعض الأيات!! فربما تفيدنا ، ثم لا تخف أنا سأدفع الخمسمية ليرة من جيبتي لن أخذ منك شيئاً!!!"
-
عن أية أموال تتحدثين ، أنت تخسرين عقلك وليس أموالك !!!

يالله ، لم أوقعتني في حب هذه الفتاة ، يالله لم لم تختر لي حباً غير هذا الحب!!! مالذي سأفعله الأن؟
-
أسمعي الأن، أرجوك، عودي الأن الى المنزل، لن أسمح لك بالذهاب ، وهذا كلام نهائي!!! أعطني يدك ساعديني لكي أنهض عن هذه الأرض الباردة،
- "
لا ، أنهض لوحدك ، أخبرتك أني لا أريد أن أفسد وضوئي!!"
-
و كأني لم أزل أرى إصرارك على الذهاب؟
-
نعم أنا مصرة على الذهاب ، و عليك أن تخلع ملابسك الأن "

ولم أخلع ملابسي ، لا أدري لما تحتاج هذه الدجالة أم سعد إلى ملابسي الداخلية، و لم هذه التي أرتديها حصراً؟ ألا يمكن أن أعطيها ملابس أخرى غيرها؟ عجبي من هؤلاء النصابين وأحتيالاتهم!!
-
أسمعي الأن يابنت الناس، دعيني أعود إلى فراشي فأنا كنت أعمل طوال الليل، أذهبي إلى حيث تريدين ، لكني لن أعطيك ملابسي،
- "
أنت إذا لا تحبني، كل همك هو نفسك!!! وأنت كما أنت كبير الرأس وعلى الفاضي، لاتريد أن تنحل مشاكلنا ونتزوج؟؟؟
كانت تطلق عباراتها تلك و تشحن نفسها لتطلق عملية البكاء التي تعلم أني أعجز أمامها كل العجز، نعم كنت أعرف أنها ستفعل ، فها هي دموعها المتساقطة تملئ خدودها و تنهمر على الأرض أمامي .
-
حسناً، قلت لها: كفي عن البكاء الأن ، يبدو أن أم سعد أنتصرت عليّ مرة أخرى ، مالذي تريدين أن أخلعه ، كل ملابسي أو تكفيك أية قطعة من الملابس؟

كنت قد بدأت أخلع ملابسي وأنا لم أزل جالساً على الأرض، حين صرخت بي : لكي أخلعها في مكان أخر ، كان كل همها هو المحافظة على أن لا يفسد وضوئها الذي أستعدت به لتقابل من خلال أم سعد من سيحل لنا مشاكلنا و سيجمعنا تحت سقف واحد ، على حد زعم أم حسن!!!!

ما الذي أصاب الناس في هذا البلد ، مالذي سلب عقولهم ، كنت أردد كل أنواع الشتائم وأنا أدخل إلى غرفة النوم لأضع لها في الكيس ملابس كانت مرمية هناك ، وعدت إليها وأخبرتها أني وضعت الملابس في الكيس!!
كنت أشعر بسعادة عارمة ـ لأني لم أخلع ملابسي لأعطيها إياها ، كنت أعتقد أنني بذلك أخدع أم سعد النصابة ، ويبدو أن هذا الشعور أعطاني بعض الراحة و مكنني من العودة الى سريري لمتابعة نومي، بعد أن خرجت وأغلقت الباب ورائها،

3 comments:

ihath said...

هل تقبل أم سعد المراسلة عبر الإيميل؟ عندي كم مشكلة ولربما أم سعد تساعدني فيها
:-)

أمزح
ولكن مرحبا بك في عالم التدوين

IronMask said...

:)

اهلا بك دائما يا إيهاث ،

عن ام سعد اخيرا القت الشرطة القبض عليها من فترة بتهمة ممارسة الدجل والشعوذة :)

اعجبني موقعك على الانترنيت و مدونتك ، وسأضيفهما الى قائمتي

moe said...

سلام,استمتعت بمدونتك كثيرا